السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

محظيّة صارت أمبراطورة

المصدر: "النهار "
A+ A-

بدأت سنينها الراشدة محظيّة من الدرجة الثالثة في بلاط الأمبراطور الصيني شيان فينغ وهي لا تزال في السادسة عشرة، ولم تلبث ان صارت المرأة الحديدة التي حكمت الصين لأكثر من سبعة وأربعين عاما. انها الأمبراطورة الأمّ تسي شي أو الإمبراطورة الأرملة سيشي (1835-1908)، التي تخصص لها الكاتبة البريطانية من أصول صينية جونغ تشانغ سيرة صدرت بالإنكليزية أخيرا بعنوان "الأمبراطورة الأرملة تسي تشي: المحظيّة التي أطلقت الصين الحديثة". يمكن الحياة في البلاط الأمبراطوري أن تغدو وبسهولة، لعبة تتهدد حيوات اللاعبين، وحيث تتقاطع الأحاسيس الحميمة والسلطة المطلقة فيصير الإنزلاق الى العنف هيّنا، والفظاعة عملة سائدة. نتسلّل الى مجمل هذه الأبعاد في سيرة يمكن إعتبارها محاولة للتعاطف مع السيدة التي تذكُرها المراجع التاريخية طاغية لم تتردّد في ارتكاب الجرائم من دون رفة جفن للمحافظة على مصالحها وانصرفت الى تبديد أموال الدولة خدمة لملذاتها. "الأمبراطورة الأرملة تسي تشي: المحظية التي أطلقت الصين الحديثة" بهذا المعنى سعي الى إعادة إنصاف امرأة قيل كثير من السوء في شأنها وهمش دورها في نقل امبراطورية صينية من القرون الوسطى الى العصر الحديث. تكتب جونغ تشانغ في خصوص السيدة التي حكمت الصين بدءا من 1861 إلى وفاتها في 1908 ما يمكن عدّه مدخلا الى فهم السيدة الملتبسة التي اشتغلت في السياسة في زمن السيطرة الذكورية، نقرأ "خلال أربعة عقود من السلطة المطلقة، ارتُكبت عمليات اغتيال سياسية لم تزد على بعض العشرات، ليس مهما اذا كانت مبررة أو ظالمة، لأن عددا كبيرا منها جاء ردّا على مؤامرات سعت الى قتل الأمبراطورة".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم