انتخابات مصر... لعب وضحك ومزح وجدّ

ويلاحظ أن نسبة كبيرة من المحتوى الذي احتل صدارة المشهد الكوميدي خلال الانتخابات المصرية، بنيت على أخبار أو قصص زائفة أو صور محرفة. 

وتصدرت صورة لافتة لدعم الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي ترشح لفترة رئاسية ثانية، التريند على مدار يومين، حتى بعدما كشف أنها مجرد صورة مفبركة للافتة حقيقية.

وكتب على اللافتة المحرفة: "عائلة الشريف، ما عدا العاق/ وليد الشريف، يؤيدون ويبايعون بكل الحب السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة". وبعد تداول الصورة بأعداد كبيرة، قد تصل إلى ملايين المرات، عبر برامج المحادثة ومواقع التواصل الاجتماعي، تبين أنها صورة تم التلاعب بها من خلال أحد برامج الصور.

ونشر شاب يدعى محمد الشريف على صفحته الخاصة بموقع "فايسبوك" تدوينة يقول فيها: "حين صنعت هذه الصورة، كنت أمزح مع أخي، لم أكن أعرف أنها سوف تنتشر بهذا الشكل، وتصل إلى التريند الأول في مصر (على موقع "تويتر")، وما حدث يدل أننا شعب (غلبان)، نصفه يتعاطف مع أي شخص، والنصف الآخر (يظيط في الظيطة) أي أنه يتبع الهوجة، وفي النهاية الشعب كله يجامل وليد".

لكن حتى بعدما تبين أن صورة اللافتة مفبركة، لم يفرط المواطنون بهذه المادة الدسمة للضحك، فخرج العديد من التعليقات المتعاطفة مع وليد، أو الساخرة منه، أو التي تعتبر ما فعلته العائلة مع ابنها "العاق" من وجهة نظرها نذالة، وكان من بين ما نشر لافتة أخرى (مفبركة أيضا)، ولكن صاحبها هذه المرة هو "وليد"، يدافع فيها "الابن العاق" عن نفسه، ويعلن تأييده الجارف للسيسي، ويضع عائلته في موقف محرج.

لافتة متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكتب "وليد" على لافتته: "أقر أنا المواطن المصري، وليد الشريف، الشهير بالابن العاق، عن كامل دعمي وتأييدي لترشح السيد عبد الفتاح السيسي رئيساً لجمهورية مصر العربية مدى الحياة. وأؤكد على أن السبب في تبرؤ عائلتي مني يرجع لرفضي مشاركة الأسرة كاملة في لافتة انتخابية واحدة فقط، وإصراري على أن يشارك كل فرد في العائلة بلافتة منفردة تقديراً لجهود السيد الرئيس. حفظ الله لنا مصر، وشعبها من كل سوء.. وحفظ لنا الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائدا ومعلما وملهما لمصر وللإنسانية".

كما ظهرت "أخبار زائفة" فجرت حالة من الضحك والسخرية بين المصريين، ومن بينها، خبر يدعي بأن المرشح الثاني والوحيد في الانتخابات، وهو موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، قال "إنه لم يستطع أن يتمالك نفسه حين رأى صورة السيسي في ورقة الانتخابات، لذا صوت هو بنفسه له"، وأظهر مقطع فيديو بثه موقع جريدة "المصري اليوم" موسى وهو يصوت لنفسه في ورقة الاقتراع.

كما شكل الرقص محطة رئيسية أمام بعض مراكز الاقتراع. لكن في المقابل كانت هناك آراء مؤيدة ومدافعة عن حرية كل شخص في التعبير عن سعادته وفرحته بالطريقة التي يراها مناسبة. ونشر مدونون العديد من مقاطع الفيديو لفتيات يرقصن أمام لجان الاقتراع، ويناشدن المواطنين المشاركة في التصويت من خلال قمصان كتب عليها "أنزل شارك".

ومن بين مقاطع الفيديو التي انتشرت بشكل لافت، مقطع لسيدة تجري محادثة هاتفية وتردد "تحيا مصر" وتذكر عددا من الأسماء، وتنتهي بالقول "تحيا مصر يا سيسي... يا سيسي... يا سيسي" ثم تفقد وعيها وتسقط على الأرض، في مشهد رآه البعض تمثيليا.