الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

استراتيجيّة بارزة للظواهري كي يطوّر "القاعدة"... أين نقطة ضعفه؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
استراتيجيّة بارزة للظواهري كي يطوّر "القاعدة"... أين نقطة ضعفه؟
استراتيجيّة بارزة للظواهري كي يطوّر "القاعدة"... أين نقطة ضعفه؟
A+ A-

منذ سنة 2014، احتلّ داعش دائرة الاهتمام الأوسع على المستوى الأمنيّ والسياسيّ والعسكريّ، فسبق تنظيم "القاعدة" في السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي ومحاولات بناء دولة مفترضة. وتمكّن أيضاً بفضل قدرته الإعلاميّة من تخطّي تنظيم القاعدة بشكل لافت في القدرة على تجنيد المقاتلين المحلّيّين والأجانب. لكن بعد الخسارة الساحقة التي لحقت بداعش، قد يعود تنظيم "القاعدة" إلى واجهة الإرهاب مجدّداً مستفيداً من إخفاقات تجربة داعش. ويعود الفضل بذلك إلى تطبيق أيمن الظواهري "استراتيجيّة ممنهجة"، بحسب الباحث في شؤون الإرهاب بروس هوفمان.


أضواء كثيرة ... ضربات كثيرة

يرى هوفمان أنّه حين كان داعش يخطف الأضواء الإعلاميّة ويشغل خبراء الأمن القوميّ طوال السنوات الأربع الأخيرة، كان تنظيم القاعدة "يعيد بناء (نفسه) بهدوء". وكتب في "مجلس العلاقات الخارجيّ" الأميركيّ أنّه قد يكون لدى "القاعدة" حوالي 30 ألف مقاتل في العالم نصفهم في سوريا. وقد نشر هذا التنظيم أبرز قادته على امتداد عدد من الدول لحمايتهم بينما احتفظ بقيادة صلبة بين #أفغانستان و #باكستان. ويشير إلى أنّ الظواهري قد اعتمد على منع العمليّات الخارجيّة في الغرب كي يستطيع تنظيمه إعادة بناء نفسه من دون تلقّي الضربات. ودعا إلى تفادي العمليّات الفتّاكة على مستوى واسع خصوصاً إذا كان ضحاياها من المسلمين ممّا جعله يقدّم مقاتليه على مواقع التواصل الاجتماعيّ بأنّهم "متطرفون معتدلون". وبذلك، ترك داعش يتلقّى الضربات الغربيّة بحسب الباحث نفسه.



بالنسبة إلى البعض الآخر، استطاع الظواهري مع مرور الوقت أن يكيّف استراتيجيّاته وفقاً لتطوّرات الميدان لكن أيضاً وفقاً للنتائج السابقة التي كان يحصدها مقاتلوه حين كانوا يشنّون العمليّات الإرهابيّة ضدّ الغرب. من هنا، إن كانت اعتداءات 11 أيلول 2001 في الولايات المتّحدة و 21 تمّوز 2005 في بريطانيا قد أثبتت قدرة التنظيم على شنّ هجمات بعيدة المدى، فإنّ تلك الهجمات قد تراجعت حدّتها مع مرور الوقت، ليس فقط بسبب قدرة الدول الغربيّة على تحصين نفسها أمنيّاً من هكذا اعتداءات.


"القاعدة 3.0"

يذكر أيزاك كفير في مركز "ذا استراتيجيست" وهو مؤسّسة رأي أستراليّة بأنّ الظواهري كان مرناً في اعتماد تكتيكات القتال. ففي حين كان تنظيمه يعتمد العمليّات الوحشيّة لكسب التأييد في التسعينات وبدايات القرن العشرين، اعترف الظواهري بمحدوديّة مردود هذه المقاربة فأعاد توجيه تنظيمه ليبتعد عن العمليّات التي تقتل أعداداً كبيراً من المسلمين بحلول سنة 2010. جاء هذا مع بروز عدد من استطلاعات رأي أعلن أنّ المسلمين كانوا يرفضون العمليّات الانتحاريّة بشكل متصاعد، كما أوضح كفير. لكنّه أوضح أنّ الاستراتيجيّة الحاليّة للظواهري يبدو أنّها باتت معتمدة على مهاجمة "العدو الأقرب" وخصوصاً الدول العربيّة ذات الحكومات الهشّة في العالمين العربي والإسلاميّ وكذلك دول جنوب الصحراء الأفريقيّة والمغرب العربيّ. وهذا ما يجعل القاعدة يبرز بنسخة 3.0 كما كتب.


"يجب علينا التكيّف"

"واقعيّة" أيمن الظواهري لفتت أنظار متابعين كثر. الخبير في الشؤون الإسلاميّة أوران بوتوبيكوف كتب في منصّة "مودرن ديبلوماسي" الأوروبية أنّه بعد هزيمة داعش، تحوّل الظواهري إلى قائد قويّ قادر على رسم المهمّات الاستراتيجيّة وتطبيقها خطوة بخطوة. فزعيم التنظيم الإرهابي قال سابقاً إنّه "يجب علينا التكيّف مع الواقع العمليّ مهما يكن. سنأخذ بالاعتبار ظروف كلّ ميدان جهاديّ وما يحقّق مصلحته". وفي تقريره المطوّل، أضاف بوتوبيكوف أنّ إعلان تنظيمين إرهابيّين من آسيا الوسطى ("كتيبة الإمام البخاري" و "كتيبة التوحيد والجهاد") دعمهما "هيئة تحرير الشام" في سوريا منذ مطلع هذا الشهر، يهدف إلى نشر فكر القاعدة في آسيا الوسطى. كما يهدف هذا الأمر أيضاً وبحسب الباحث نفسه إلى جذب "القاعدة" لما تبقّى من مقاتلي داعش.


على واشنطن الإسراع

نجاح الظواهري في قيادة أو "تطوير" القاعدة ليس مطلقاً. يجد البعض أنّ هنالك نقاط ضعف في قيادته تفتح نافذة أمام إمكانيّة اختراق تنظيمه وتفكيكه. الأستاذة المساعدة في كليّة الشؤون العامّة التابعة للجامعة الأميركيّة تريشا بايكن كتبت في مجلّة "ذا كونفرسايشن" أنّ "القاعدة" استطاعت الصمود على مدى 16 عاماً بعد اعتداءات 11 أيلول بفعل تحالفاتها. ومع ذلك، قد تتعرّض تحالفاتها للخطر لأنّ الظواهري يفتقد للهالة والدهاء الديبلوماسيّ اللذين كان يتمتّع بهما أسامة بن لادن. وتضيف: "إنّه أفضل كمساعد ممّا هو كزعيم". وتقدّم مثلاً عن ذلك طريقة تعامله السيّئة مع الشقاق الذي حصل بين "جبهة النصرة" في سوريا والتنظيم الأم الذي انشقّت عنه "الدولة الإسلاميّة في العراق" الذي تحوّل لاحقاً إلى داعش. لذلك، هنالك "نافذة اليوم للولايات المتّحدة كي توقع الضرر بتحالفات القاعدة" خصوصاً بوجود "زعيم ضعيف". لكنّها تحذّر من إمكانيّة أن تكون تلك النافذة على طريق الإغلاق مع سعي القاعدة إلى تولّي نجل بن لادن قيادة التنظيم في المستقبل.









حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم