السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"كناريا" عاشق الطيور الجارحة... يراها "ثروة قومية" بمصر

ياسر خليل
"كناريا" عاشق الطيور الجارحة... يراها "ثروة قومية" بمصر
"كناريا" عاشق الطيور الجارحة... يراها "ثروة قومية" بمصر
A+ A-

بدأ مصطفى كناريا عشقه للطيور قبل سنوات، بإنشاء مزرعة لطيور الزينة، وهو ما أكسبه اسماً مرتبطاً بأحد أرق طيور الزينة في العالم. وظل هذا الاسم مرتبطا به حتى بعدما تحول إلى واحد من أشهر هواة الطيور الجارحة في مصر، رغم حداثة سنه نسبياً، حيث يبلغ قرابة 24 عاماً. وباتت الطيور الجارحة شغله الشاغل، يطمح في أن يزيد التوعية بها، وأن يلفت أنظار الدولة إلى أهميتها، معتبراً إياها ثروة قومية يمكن استغلالها في ترويج سياحة الصيد، وتحسين الأوضاع الاقتصادية، كما يرى أن تقنين التجارة والصيد سيكون له أثر إيجابي على التوزان البيئي في الحياة البرية. 

ويقول كناريا لـ"صيحات": "أعشق الحياة البرية بكل أشكالها، أحب الحشرات، وحتى الطيور التي تحلق عالياً، وأشعر بالحزن حين أرى غياباً للوعي بالجوارح في مصر. حتى العلم المصري، فالناس هنا يعتقدون أن الطائر الموجود في منتصفه هو نسر، وهو ليس كذلك، إنه (العقاب الملكي) أو (العقاب الذهبي)، وهو من أقوى الطيور في العالم، وهذا الطائر تم صيد واحد فقط منه في مصر خلال العام الماضي".

بداية رحلة التدريب

ويروي الشاب الذي يعيش في محافظة الدقهلية، عن بداية رحلته مع الطيور الجارحة: "كنت أعشق الصقور منذ الصغر، ولم يكن لدي أي معلومات عنها، وكنت أذهب إلى أعشاشها وأحصل على فراخها، وأربيها، ثم تواصلت عبر الانترنت مع بعض المهتمين، وعرفت أن الصقور لها أنواع، وأن ما يشاع عن أن كل صقر يطلق عليه (شاهين) هو خطأ، وعلمت أيضاً أن مصر فيها العديد من الجوارح، مثل العقاب، والبوم، والغربان، وغيرها، وبدأت أذهب في رحلات صيد مع أصدقاء أكثر تمرساً مني، نسافر إلى مرسى مطروح وغيرها من المناطق التي تتواجد فيها تلك الطيور، وأتعلم المزيد عنها، ثم بدأت أذهب إلى (سوق السيدة عائشة) الشهير في القاهرة".

نمت الهواية في داخلي، هذه الهواية لم تكن مشهورة في مصر، ولم تحظ باهتمام، لذا كنت أرغب دائما في لفت الأنظار إليها، ولهذا أقمت أول معرض للطيور الجارحة من نوعه على مستوى الجمهورية، تحت اسم (جوارح مصر) في (حديقة السيدة عائشة) في القاهرة، في العام 2016، وبدأنا نتفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي، ونؤسس مجموعات للتواصل، وراح يتسع نطاق الهواية. وأغلب من كانوا ينضمون إلينا كانوا متابعين فقط، وكان عددنا يتزايد بشكل مستمر.

تجارة الطيور في مصر

هذا الإقبال شجعنا للتفكير في إنشاء كيان قانوني يعبر عنا، بهدف تقنين اقتناء وتجارة الطيور الجارحة في مصر. فاجتمعت مع قرابة 30 هاوياً بهدف تأسيس رابطة، وقد بدأنا بالفعل في عملية التأسيس منذ نحو أسبوع، واخترنا اسما لها، وهو: (جمعية اقتناء الجوارح)، لتنظيم هذه الهواية، والتواصل مع وزارة البيئة والجهات المعنية في الدولة، لنتعاون معها كي يستفيد البلد من تلك الثروة القومية، التي يمكن أن تساعد في تنشيط السياحة، والاقتصاد، خاصة إن استطعنا جذب هواة الجوارح في الخليج إلى مصر، بدلاً من أن يذهبوا إلى منغوليا لصيد الصقور والثعالب البرية، نريد أن نجذبهم إلى مصر للصيد أو الشراء، نود أن يتم ذلك بشكل قانوني، وتحت أعين الدولة، بدلاً من التهريب والإتجار غير المشروع. فصقور الشاهين هي من التراث الذي يهتم به أهل الخليج العربي، وهي طيور موجودة في مصر، ومرتفعة الثمن، حيث يبلغ سعر الأنثى منها في بعض الأحيان قرابة 300 ألف جنيه".

وبدا صوت كاناريا حزيناً وهو يقول: "التعامل مع هواية هذه الطيور بشكل قانوني يحميها ويحافظ عليها، فعلى سبيل المثال: منذ فترة ضبطت سلطات المطار في مصر 24 صقر شاهين، كانت مهربة إلى إحدى الدول الخليجية، وبعد ضبطها، وضعت الصقور في حديقة الحيوانات في الجيزة، وطبعاً، في الحديقة لا توجد رعاية، كافية، وقد مات نصف هذه الطيور خلال انتظارها لإذن رسمي بإعادة إطلاقها في البرية، والنصف الآخر تم إطلاقه، لكن صحته كانت قد تدهورت، ولم يعد يستطيع الطيران بشكل جيد، فسقط فريسة سهلة بين أسنان الحيوانات المفترسة في البراري. وزارة البيئة لا تساعدنا، إنها تهدم ما نبنيه.

البيئة المصرية ثرية ومناسبة

نحن لدينا بيئة برية ثرية، وغذاء الطيور الجارحة متوافر في الطبيعة، لذا تتواجد وتتكاثر، نريد أن نستفيد منها بصورة منظمة، ويتم تصدير الطيور الجارحة بصورة قانونية، فتستفيد الدولة، ويستفيد الصيادون والتجار والهواة، وفي الوقت ذاته نحدث توازنا بيئياً"، موضحاً "موسم الصيد يمتد من شهر آذار وحتى أيار، ويتم خلال هذا الموسم أخذ الفراخ، (وهي الطيور من سن يوم وحتى عام) لأن الطيور الكبيرة سوف تستمر في التكاثر، خاصة وأن بعض هذه الطيور تأتي مهاجرة من أوروبا، وتمر في مصر، ثم تذهب إلى السودان، ولها رحلة موسمية، ويمكن الاستفادة منها عند مرورها في بلادنا".

إن اقتناء هذه الطيور شرعيا "لا يحافظ فقط على حياتها، بل ويساهم في تطوير تربيتها بطرق علمية، ويمكن أن يساعدنا على أن نستفيد من التجارب في البلدان الأخرى. وفي السنوات الأربع الأخيرة زادت تجارة الطيور الجارحة بصورة واضحة في مصر، فأنا مثلاً حين أبيع طيراً، أقدم معه كتيباً عنه، أو أعطي عنوان موقعي الإلكتروني، فيدخل الشاري ويقرأ عن الطائر، ويعرف المزيد عنه، ويبدأ بتعلّم طريقة تربيته، وطريقة تدريبه، ويتوسع في شراء المزيد، ولهذا بدأت تتوسع الهواية في مصر".

تلا

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم