كسرنا "تابو" السرطان

لن أنسى تلك اللحظات. انها الساعة التي تحوّل فيها كلّ داخلي. لم اكن اتوقع ذلك، لكنه حصل. نعم شُفيت من خوفي من السرطان، تحررت من رعبي من هذا المرض الشرس. الامر ممكن. لقد عشته. وكل يوم اتذكره، وافرح بذلك. مسرحية عن نساء مصابات بالسرطان، توليت إخراجها وأقبلت عليها بتحفظ كبير. وللمفاجأة، كانت السبيل الى شفائي من خوفي. السرطان فكرة مرعبة. بالنسبة الينا كلنا، تعني الاصابة به موتا محتما، حكما بالاعدام. كنت منزعجة جدا لدى بدء العمل على المسرحية، كون المرض مخيفاً، والكلام عنه مزعجا. قرأت عنه، وأجريت بحوثي حوله. و"قد ما حكينا عنو"، انقلب شعوري تماما. لم اعد اخاف منه. لم يعد لدي شعور بالرعب منه. "وصفولي الصبر" عنوان المسرحية التي كتبتها عبير حمدار، وأخرجتها أنا. وتمكنا عبرها من كسر "التابو" حول هذا المرض الذي يخيف كثيرين، عبر التكلّم عنه بحرية، بجرأة، بشجاعة. لقد وضعنا عيوننا في عينيه. أردنا ان تكون المسرحية مشروع حياة، عبر دعوة النساء الى التحلي بالجرأة،...