الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

العقوبات الأميركيّة على روسيا... خطوة رمزيّة أم مهمّة؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
العقوبات الأميركيّة على روسيا... خطوة رمزيّة أم مهمّة؟
العقوبات الأميركيّة على روسيا... خطوة رمزيّة أم مهمّة؟
A+ A-

أشارت وزارة الخزانة إلى أنّ موسكو قرصنت قطاع الطاقة بما فيها منشآت نوويّة وبنى تحتيّة حسّاسة. من بين الكيانات المعاقَبة، الوكالة الروسيّة لأبحاث الشبكة العنكبوتية "آي آر أي" التي يقول الأميركيّون إنّها استخدمت هويّات مزيّفة وفرضتها على وسائل التواصل الاجتماعيّ الأميركيّ من أجل محاولة التأثير على الرأي العام الأميركيّ قبل الانتخابات. وأطلقت الولايات المتّحدة خطوتها في أجواء ازدادت حدّة توترها بين روسيا والغرب عموماً بعدما اتهمت #بريطانيا موسكو بتسميم جاسوس روسيّ على أراضيها واتّخاذ السلطات البريطانيّة عقوبات ديبلوماسيّة ضدّ الروس. وقد تحمل العقوبات الأميركيّة أثراً إعلاميّاً مضاعفاً خصوصاً أنّها أتت قبل يومين على الانتخابات الرئاسيّة في #روسيا.


"رمزية بشكل واسع"

يرى جورج كورتي في صحيفة "يو أس أي توداي" أنّ نظرة قريبة إلى الجهات التي فُرضت العقوبات عليها تظهر أنّ هذه الخطوة "رمزية بشكل واسع". ويشرح أنّ ثلث هذه الجهات كان معاقباً أصلاً في وقت سابق من قبل واشنطن. يضاف إلى ذلك أنّ العقوبات الفرديّة لا تتمتع باحتمال كبير في التأثير على الاقتصاد الروسيّ. لكنّ نائب مساعد وزير الخارجيّة في عهد أوباما أندرو كيلر يقول للصحيفة نفسها إنّ الرمزيّة مهمّة في ما يتعلّق بالعقوبات، لأنّها كانت البيان الحقيقيّ الأوّل لإدارة ترامب تجاه التدخّل الروسيّ في الانتخابات الأميركيّة. ومع ذلك، أضاف كيلر أنّ هذه الإجراءات لن يكون لها أثر كبير على وجه التحديد. وتحدّث وزارة الخزانة عن مزيد من الإجراءات ضدّ الروس ستبصر النور قريباً.


"نقطة انعطاف"

السفير الأميركيّ السابق إلى روسيا مايكل ماكفول تحدّث إلى شبكة "بي بي أس" الأميركيّة عن "رمزيّة" هذه العقوبات أيضاً وغياب تأثيرها الكبير على المدى القريب. وبالرغم من ذلك، يذكر أيضاً "أهميتها"، لأنّها أوّلاً أفضل من عدم قيام واشنطن بأيّ شيء تجاه موسكو ولأنّها ثانياً تؤكّد اعتراف إدارة ترامب بوجود تدخّل روسيّ في الانتخابات. ويشير أيضاً إلى أنّه من الصعب قياس تأثير العقوبات الأميركيّة على #روسيا في وقت قصير، لأنّها دولة كبيرة، شارحاً أنّ نتائج العقوبات تظهر على المدى الطويل. "على الأقلّ إنّها خطوة. خطوة صغيرة في الاتّجاه الصحيح".



وتحدّث ديبلوماسيّ لوكالة "رويترز" عن وصول الإدارة الحاليّة إلى "نقطة انعطاف" في مقاربتها تجاه روسيا. الديبوماسيّ الذي رفض الكشف عن هويّته تحدّث أيضاً عن "تغيّر في الميزان" إزاء نظرة واشنطن إلى موسكو. ونقلت الوكالة نفسها عن مسؤول أميركيّ قال للمراسلين إنّ هذا "واحد من سلسلة تحركات نتّخذها لمكافحة الاعتداء الروسيّ. سيكون هنالك المزيد وسنستمرّ استخدام مواردنا لمحاربة النشاط الروسيّ الخبيث والاستجابة لهجمات ضارّة". من جهة ثانية،


"طبّاخ بوتين"

يضاف إلى اللائحة يوجين بريغوزين المعروف باسم "طبّاخ بوتين" لكونه يملك شركة مسؤولة عن تحضير مأدبات الطعام للكرملين. وتتّهم واشنطن بريغوزين بأنّه قدّم مساعدة مادّيّة لشركة أبحاث الشبكة العنكبوتية "آي آر أي" عبر شركة "كونكورد" للإدارة والاستشارات التي يملكها. والأهمّ من ذلك أنّ بريغوزين على علاقة وثيقة بديمتري أوكين أحد قادة شركة "فاغنر" التي تتولّى تدريب المرتزقة الروس الذين يقاتلون خارج إطار الجيش النظاميّ. وكان مقاتلو "فاغنر" قد شنّوا هجوماً شرق نهر الفرات في السابع من شباط الماضي على "قوّات سوريا الديموقراطيّة" للسيطرة على حقول غاز في خشام. لكنّهم منيوا بخسائر كبيرة بعدما ردّ عليهم الأميركيّون بقصف عنيف ويمكن أن يكون قد وصل عدد قتلاهم إلى حوالي 200. وبريغوزين هو من الأشخاص الذي سبق لهم أن تعرّضوا للعقوبات منذ 2016.


"أكبر هجوم مدمّر"

وتعرّضت خدمة الأمن الفيديراليّ الروسيّ "أف أس بي" والمخابرات العسكريّة الخارجيّة الروسيّة "جي آر يو" للحزمة الجديدة من العقوبات. واتهمت الولايات المتّحدة الأولى باستهداف الصحافيّين الروس المعارضين ومسؤولين في الدول المجاورة لروسيا إضافة إلى مسؤولين حكوميّين وعسكريّين وديبلوماسيّين أميركيّين بمن فيهم أفراد من البيت الأبيض. أمّا "جي آر يو" فهو متّهم بالتدخّل بالانتخابات الرئاسيّة من خلال نشاطات سيبيريّة إضافة إلى كونه جزءاً من هجوم "نوت بيتيا" السيبيري سنة 2017. وقال أحد المسؤولين البارزين في مجلس الأمن القوميّ لشبكة "سي أن بي سي" الأميركيّة إنّ شركة "نوت بيتيا" التي شملتها العقوبات قد شنّت "أكبر هجوم سيبيري مدمّر في تاريخنا".


"بعض الإقرار"

من بين الأفراد التسعة عشر الذين ذكرتهم وزارة الخزانة الأميركيّة في لائحتها هنالك 13 شخصاً اتّهمهم المحقّق الخاص في التدخل الروسيّ بالانتخابات الأميركيّة روبرت مولر خلال الشهر الماضي. تعليقاً على هذا الحدث، يرى مراسل وكالة "أسوشييتد برس" جوش ليديرمان أنّ ما فعلته إدارة ترامب هو إعطاء فريق مولر "بعض الإقرار" بشرعيّة مساره في التحقيقات التي يجريها. ويضيف أنّ مسؤولي الأمن القوميّ الأميركيّ يلاحقون حملة مستمرّة من قبل قراصنة روس تضمّنت "الانتقال من (مهاجمة) نظام إلى آخر".



يمكن أن ترضي هذه العقوبات مروحة واسعة من المراقبين الأميركيّين حتى ولو كانوا على ضفّتي الخلاف. جاين هارمان، رئيسة "مركز ويلسون" للأبحاث، تؤكّد أنّه كان يجب أن يتمّ فرض هذه العقوبات منذ فترة طويلة. وفي حديث إلى شبكة "بلومبيرغ" أنّ هذه العقوبات تصيب "النطاقات الصحيحة" وأنّها أتت "بعد تحقيقات متأنّية جداً" لذلك، يجب ألّا يكون هنالك شكّ بحسب رأيها في صحّة هذه الخطوة.













حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم