الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مُكتشِف غاز نوفيتشوك: الروس "وحدهم" طوّروا هذه العناصر واحتفظوا بها سراً

المصدر: (أ ف ب)
مُكتشِف غاز نوفيتشوك: الروس "وحدهم" طوّروا هذه العناصر واحتفظوا بها سراً
مُكتشِف غاز نوفيتشوك: الروس "وحدهم" طوّروا هذه العناصر واحتفظوا بها سراً
A+ A-

لم يعد فيل ميرزايانوف يعمل لدى المختبرات الروسية منذ أكثر من 25 عاماً لكنه واثق من انه ما من "أحد غير الروس" يمكن ان يستخدم غاز الأعصاب "نوفيتشوك" لتسميم الجاسوس المزدوج سيرغي #سكريبال وابنته في بريطانيا. 

جاء هذا العالم الكيميائي الروسي البالغ من العمر 83 الى الولايات المتحدة في 1995 بعد اـن عمل قرابة ثلاثين عاماً في معهد أبحاث الدولة للكيمياء والتكنولوجيا "غنيوخت"، وهو الذي كشف في بداية تسعينات القرن الماضي عن هذه التركيبة القوية من غازات الأعصاب.

تحدث في البدء الى وسائل الإعلام خلال فترة الانفتاح مع انهيار النظام السوفياتي ومن ثم في كتابه "أسرار دولة" الذي عرض فيه التركيبة الكيميائية ونشره في 2007.

بعد عشرة أيام من العثور على سكريبال وابنته فاقدي الوعي في سالزبوري، بدا ميرزايانوف مقتنعاً بأن موسكو تصرفت بهدف "التخويف"، متحدثا من منزله في برنستون في نيوجيرسي حيث يعيش مع زوجته الأميركية.

وقال ان "الروس هم الوحيدون الذين طوروا هذه العناصر. لطالما احتفظوا بها سراً ولا يزالون".

ويضيف متهكما ان الامكانية الوحيدة الأخرى هي أن أحدهم نجح في ذلك مستخدما التركيبة الكيميائية التي شرحها في كتابه، وبالتالي "يمكن للروس ان يقولوا ذلك وان يوجهوا لي أصابع الاتهام".

ويقول انها المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه الغازات التي استغرق تصنيعها 15 سنة لقتل انسان علما انها اختُبرت على حيوانات.

ولكن لماذا الآن؟ يقول العالم ان موسكو "أرادت تخويف أحد. ربما معارض (لفلاديمير) بوتين أو للكرملين".

ويضيف "قد يكون شخصا هرب الى الولايات المتحدة ومعه ما يمكن ان يمس بدونالد ترامب" في اطار التحقيق في مزاعم عن تواطؤ روسيا مع حملته الانتخابية. هكذا، يضيف، هم يوجهون له رسالة "انظر واعتبر مما حدث لسكريبال".

يسأل "لم يعد سكريبال قادرا على الازعاج، فلماذا قتله الآن وبهذه الطريقة الوحشية؟ هذا العنصر الكيميائي أقوى بعشر مرات على الأقل (من غاز الاعصاب) وآثاره رهيبة ولا شفاء منها (...) يكفي نصف غرام لقتل شخص وزنه خمسين كيلوغراما".

ويشرح ان من يتعرض له يصاب في البدء بتشويش في الرؤية ثم وفي غياب ترياق مضاد، باختلاجات وضيق في التنفس. وقال "رأيت ذلك على الحيوانات، أرانب وكلاب، شيء مخيف".

ولكن في حال عاش سكريبال وابنته فسيعانيان من آثاره طيلة حياتهم، يقول ميرزايانوف، وربما "اشخاص آخرون كانوا قريبين منهم".

كيف تستخدم المادة؟ "هذا سهل"، يقول نظراً لأنها خليط من عنصرين لا ضرر منهما قبل مزجهما.

ويضيف: "يمكن بالتالي نقل العنصرين بسهولة منفصلين وتركيب الرذاذ في اللحظة الاخيرة عبر خلطهما في مسدس رش صغير. بعدها يُرش الرذاذ على المستهدف".

ورغم انه يصف الهجوم على سكريبال وابنته بانه "فاجعة"، يقول ميرزايانوف انه يأمل في أن تدرج بريطانيا والغرب غازات الاعصاب هذه على قائمة اتفاقية حظر الاسلحة الكيميائية وهو الأمر الذي يطالب به منذ أكثر من عشرين عاماً، بعد أن فهم ان "الاسلحة الكيميائية تستهدف في المقام الأول قتل المدنيين".

ويقول لو أن هذه المواد كانت خاضعة لحظر دولي "لما حدثت هذه الماساة على الأرجح".

ورغم أن أصدقاءه لا يكفون عن نصحه بتوخي الحذر لدى الحديث عن "نوفيتشوك" في العلن حتى لا يتعرض للانتقام، يقول "لقد عشت طويلاً. لا يمكنهم أن يوقفوني. سأواصل العمل حتى يخضع نوفيتشوك لرقابة دولية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم