السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الدعم الدولي: كلفة سياسية لشيك بلا رصيد

المصدر: النهار
سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

يكتسب الاجتماع الدولي الذي عقد في قصر بعبدا، اهمية كبيرة لما ينطوي عليه من إشارات لا تقف فقط عند حدود الدعم الدولي لرئيس الجمهورية ميشال سليمان او لبنان، وانما للرسائل السياسية المتعددة التي وجهها المانحون من مقر الرئاسة الاولى، الى مختلف الافرقاء المحليين، ما اكسب الاجتماع بعدا سياسيا استثنائيا يتعدى طابع الدعم المالي والاقتصادي المرجو منه.


صحيح ان الاجتماع الذي جاء بناء لطلب رئيس الجمهورية جدد التزام الاسرة الدولية بالدعم المالي للبنان استكمالا لمقررات مؤتمر دعم لبنان المنعقد في نيويورك في25 أيلول الماضي، لكن المجتمعين حرصوا على توجيه رسائلهم السياسية التي تشكل ما يشبه الشروط لحصول لبنان على اي نوع من المساعدات ضمن المسارات الاربعة الموضوعة لذلك.
لا تقتصر الشروط على تشكيل حكومة جديدة وان كان هذا الامر شرطا أساسيا نظرا الى اهمية وجود حكومة فاعلة وقادرة على اتخاذ القرارات وإصدار المراسيم وإعداد مشاريع القوانين التي سيحتاج اليها مسار الدعم المالي وآلياته خصوصا في مجال الإصلاحات المطلوب تحقيقها. فثمة شروط اخرى برزت سواء في تصريحات منسق الامم المتحدة ديريك بلامبلي بعد الاجتماع او سفيرة الاتحاد الاوروبي انجلينا ايخهوريست والتي جاءت على طريقة التنويه والتشديد والدعوة الى.
ويمكن جمع هذه الشروط في الخلاصات الآتية:
- تأليف حكومة تضطلع بمسؤولياته أن لجهة إدارة ازمة اللاجئين او الحكم الوطني والالتزامات الدولية.
- تطبيق اعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس مع ما يعنيه ذلك من دعوة الأطراف ولا سيما "حزب الله" الى لخروج من سوريا.
- دعم دعوة رئيس الجمهورية الى الحوار.
- دعم الاستقرار السياسي والأمني ولا سيما الجهود الرامية الى منع تفلت الوضع الامني.
- دعم عمل المحكمة الدولية عبر الدعوة الى تحقيق العدالة وفرض احترام القانون ومحاربة محاولة التهرب من العقاب، فضلا عن التزام لبنان دفع حصته للمحكمة الدولية.
- وجوب مناقشة مشاريع القوانين الموجودة في مجلس النواب، بما يشبه دعوة الفريق المقاطع الى المشاركة في الجلسات العامة، بما في ذلك العودة الى إقرار قانون للانتخاب تمهيدا للاستحقاقات الديمقراطية المقبلة المتمثلة باستحقاق رئاسة الجمهورية.
- إقرار موازنة وطنية كأساس لإدارة الأولويات والالتزامات الدولية.
لا تبدو هذه الشروط قليلة بالنسبة الى بلد يعاني الانقسامات الشديدة حيال كل بند من بنودها بحيث يعجز بقواه السياسية على ضفتي الصراع عن إقرار الحد الأدنى منها بما ان كل بند يشكل مادة متفجرة وفق الحسابات الخاصة لكل فريق.
هل هذا يعني ان الدعم الدولي لن يكون اكثر من شيك بلا رصيد؟


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم