الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

فيلم "جبارة" يؤرخ "حقبة ذهبية من الإبداع" لحياة ريمون جبارة\r\n

A+ A-

أقامت جامعة سيدة اللويزة ومؤسسة إميل شاهين للثقافة السينمائية العرض الأول للفيلم الوثائقي "جبارة" عن سيرة المسرحي ريمون جبارة، في قصر الأونيسكو في بيروت. يتناول الفيلم، من إعداد نصري البركس وإخراجه، سيرة ريمون جبارة الفنية في 120 دقيقة، ويبرز أهم إنجازاته ومساهماته في الحركة المسرحية الحديثة في لبنان على مدى أكثر من 50 عاما من خلال أبرز المحطات الفنية والثقافية والتاريخية التي طبعت حقبة أواخر ستينيات القرن الماضي وحتى نهايته وصولا إلى بعض أعماله الأخيرة. وقبل بدء العرض تسلم جبارة رسما له بريشة الفنان الراحل بيار صادق، من زوجته السيدة حنان صادق.


يعرض الفيلم في قسمه الأول لبدايات ريمون جبارة كممثل في ستينيات القرن المنصرم وذلك منذ أن التحق بمعهد المسرح الحديث وفرقة المسرح الحديث اللذَين أسّستهما لجنة مهرجانات بعلبك الدَّولية، مرورا بأهم الأعمال التي شارك فيها مع فرقة المسرح الحديث، وحلقة المسرح اللبناني، وفرقة المسرح الحر التي ساهم في تأسيسها، وذلك بين عامي 1960 و1970 حيث لمع نجمه على خشبات المسارح وأصبح من أبرز الممثلين الموهوبين وأكثرهم براعة.


أما القسم الثاني فيتناول كيف بدأ جبارة تجربة الإخراج والتأليف حتى اندلاع الحرب اللبنانية عام 1975، مرورا بأول أعماله المسرحية "لتمت دزدمونا"، ثم "تحت رعاية زكور" وبداية تمارين مسرحية "دكر النحل" التي قطعها اندلاعُ الأعمال العسكرية.


ويحكي القسم الثالث عن فترة الذروة الإنتاجية في مسرح ريمون جبارة على الرَّغم من زمن الحرب، ما بين عامي 1975 و1986 حيث قدّم "شربل"، و"زردشت صار كلبا"، و"محاكمة يسوع"، و"قندلفت يصعد إلى السماء"، و"دكر النحل"، ورائعته الفنية "صانع الأحلام" التي نالت جوائز في مهرجانات عربية وتقدير النقّاد على السواء.
في القسم الرابع يغطي الفيلم مرحلة الخيبة بين عامي 1987 و1990 وهي مرحلة تعيين جبارة مديرا عاما ورئيسا لمجلس إدارة تلفزيون لبنان، فانصرف إلى عمل إداري أنهكه وأبعده قسريا عن المسرح، وأدى في النهاية إلى إصابته بعارض صحي خطير كانت نتيجته شللا نصفيا حتّم مرحلة صراع قاسية في حياته.


ويتناول القسم الخامس مرحلة العودة المتقطعة بين عامي 1993 و2013 حيث قدّم في فترات متباعدة مسرحيات "من قطف زهرة الخريف"، و"بيكنيك على خطوط التماس"، وأعاد عرض "زردشت صار كلبا" و"شربل" مع جيل جديد من الممثلين، كما أخرج مسرحيات للكاتب أنطوان غندور هي "يوسف بك كرم" و"طانيوس شاهين" و"نقدم لكم وطن"، إلى آخر مسرحياته "مقتل إن واخواتها" عام 2012.


وقال المخرج نصري البركس إن "جبارة" فيلم "غير مخصص لغايات تجارية، وهدفه توثيق وتأريخ حقبة ذهبية من الإبداع والفن والمسرح اللبناني من خلال أحد رواد الحركة المسرحية الحديثة وأحد أبرز الشخصيات الجدلية المعاصرة في لبنان".


كذلك يعرض الفيلم، بحسب البركس، "لريمون جبارة المخرج، من خلال ابراز مميزاته وطريقته العفوية والفريدة في التعامل مع الممثلين والخشبة، واهم خصائص اسلوبه المتميز في اخراج اعماله المسرحية، بالاضافة الى الاشارة إلى اهم الذين شاركو في اعماله المسرحية ورحلوا، كمادونا غازي ورضى خوري وفيليب عقيقي وغيرهم".


ويتناول الفيلم ايضا "ريمون جبارة الاعلامي من خلال مساهماته في الصحافة المكتوبة والصحافة المسموعة عن طريق زاويته الاسبوعية في صحيفة "النهار"، وبرنامجه "الو ستي" الذي يبث عبر اذاعة "صوت لبنان"منذ سنوات. ويضيء اخيرا على ريمون جبارة الاستاذ الجامعي حيث بدأ يعلم في معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية بعد افتتاحه، ودوره في اعداد اجيال من الممثلين والمخرجين المسرحيين".
ويضيء الفيلم كذلك، من خلال سيرة جبارة، على دور "تلفزيون لبنان" مع انطلاقته في نقل الاعمال المسرحية الكلاسيكية، و مساهمة الصحافة وبعض الادباء والمفكرين في الحركة الفنية والمسرحية، من طريق الترجمة والتأليف والنقد ، "في جو من الازدهار الثقافي والفني غير المسبوق، الذي شهده لبنان، والذي انتهى بهبوب رياح الحرب الاهلية ولم يعد الى سابق مجده بعد"، بحسب البركس.


ووصف نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة للثقافة والعلاقات العامة الدكتور سهيل مطر الفيلم بأنه "مهم"، ملاحظاً أنه "يحيط بكل جوانب حياة ريمون جبارة". وقال إنها "ليست المرة الاولى تكرّم الجامعة جبارة، وهو كان أستاذا للمسرح فيها، إذ سبق وكرمته في العام 2010 خلال مهرجان افلام الطلاب، وأطلقت إسمه على كرسي في مسرح الجامعة، وانتجت له مسرحية مقتل ان واخواتها".


أما رئيسة مؤسسة إميل شاهين للثقافة السينمائية الدكتورة روز ماري شاهين، فشددت على أن "جبارة رمز للحركة المسرحية الجيدة التي انطلقت في الستينات، في العصر الذهبي للمسرح اللبناني".


واشارت إلى أن "فكرة الفيلم انطلقت من مهرجان افلام طلاب السينما الذي ينظمه القسم السمعي والبصري في جامعة سيدة اللويزة، وكان لإميل شاهين دور في تاسيسه، ورعته جامعة سيدة اللويزة".


وأشارت إلى أن "وزارة الثقافة دعمت العمل من ضمن امكاناتها ، وجامعة سيدة اللويزة ساهمت وجندت كل طاقاتها لانجازه ".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم