الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

من أجل أن تفوزوا بثقة الرأي العام و... لكي لا تكونوا عرضةً للاتهام

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
من أجل أن تفوزوا بثقة الرأي العام و... لكي لا تكونوا عرضةً للاتهام
من أجل أن تفوزوا بثقة الرأي العام و... لكي لا تكونوا عرضةً للاتهام
A+ A-

المقال يُقرأ من عنوانه. فأرجو أن يُقرأ هذا المقال في ضوء عنوانه. فالعنوان هذا، هو الغاية. وهو المرتجى.

المجموعة، الفريق، أو التكوين الاعتراضي، الذي يقدّم نفسه إلى الرأي العام، باعتباره معارضةً، وبديلاً نوعياً ونزيهاً من الطبقة السياسية العفنة، ورموزها وممثليها، هل يحقّ له – على سبيل الافتراض - أن يقارب السياسة مثل هؤلاء (تقريباً)، ويفعل فعلهم، على المستوى الأخلاقي، معتمداً منطق "الغاية تبرّر الوسيلة"، وأساليب قد تكون ملتوية، لفرض نفسه، أو للتحالف مع آخرين؟

هل يحقّ له أن يستخدم ألاعيب انتهازية لـ"تحييد" مجموعات، أو تكوينات، أو مواطنين آخرين، و"تزحيطهم"، وإلغائهم، أو لـ"دسّ" مرشّحين، أو أيضاً لاختيار مرشّحين (بعضهم غصباً عنه!؟ وبعضهم "مشتبه فيه سيادياً وأخلاقياً"؟! وبعضهم لا علاقة له بالشأن الوطني والسياسي؟!) إلى الانتخابات النيابية، من أجل الحصول على صوتٍ تفضيلي، أو إحراز حاصلٍ انتخابي؟

هذا التشبّه - الافتراضي المحتمَل - بأساليب السلطة، وأزلامها، هل هو عملٌ أخلاقي؟

في السياسة المتداوَلة ذات السقف الواطئ، يقول قائل، كلّ شيء مسموحٌ به، ولا مكان لاعتباراتٍ أخلاقية كهذه، وخصوصاً في الانتخابات.

إذا سلّمنا جدلاً بهذا التعريف، فإن الانتخابات، هي إذاً، وباختصارٍ بليغ ومطلق: مستنقع.

شخصياً، بصفتي مواطناً، وكاتباً، ومراقباً، أرفض هذا التحديد، وتالياً هذا الواقع، رفضاً قاطعاً، ولا أستطيع أن أتحمّل سقف السياسة الواطئ، لي وللمواطنين، لأني أكون "أخون" ذاتي، وأفكاري، ومبادئي، ومعاييري، وخطابي القائم على رفض الطبقة السياسية الحاكمة، والساعي إلى كسرها في الانتخابات، من أجل إحداث تغيير "أخلاقي" في الحياة السياسية والوطنية.

إني أرفض هذا التعريف للسياسة، لأني أكون خصوصاً، وفي الآن نفسه، "أخون" الثقة التي قد يكون يمحضني إياها القارئ الناخب، وتالياً الرأي العام.

لماذا أطرح مثل هذه الأسئلة؟

لأن شيطان الانتخابات يُغوي. ولأنه يدغدغ. ولأنه يزعزع النفوس. والضمائر. والقلوب.

الغواية – إذا كانت شيطانية - قد تجعل الجبال العاليات تنحني.

وقد تجعل السنديان، والأرز، ينحنيان.

ومن أجل ماذا؟

أمن أجل مقعدٍ نيابي؟ أم من أجل منصب وزاري؟ أم من أجل صوتٍ تفضيلي وحاصلٍ انتخابي، غير مضمونَين في كلّ الأحوال!؟

لو كانت الغواية هي ذهب الدنيا، يجب عدم الرضوخ لهذه الغواية، إذا كانت غير مستحقة، أو ذليلة، أو مسمومة، أو مفخَّخة، أو انتهازية، أو مؤذية للصورة النقية المحفورة في الوجدان العام.

الصورة التي يراكمها المرء، لذاته، أو لمجموعته، يجب عدم الزجّ بها في المستنقع، أو التلاعب بها، من أجل حفنةٍ من الغوايات.

ماذا يجب أن يفعل كلٌّ منا، حيال امتحانٍ كهذا؟

المعيار الأخلاقي هو الميزان، وهو الحَكَم. ويجب عدم التفريط به.

لكن الويل كلّ الويل، لمَن يغويه شيطان المصالح والصغائر، فيجعله يتدحرج من علياء أَنَفَته وكِبره إلى حيث لا ترضى له الكرامة. أي: إلى أسفل سافلين.

ما العمل؟

يجب أن لا يضطر أحدٌ إلى وضع علامات استفهام حول مجموعة، أو فريق، أو تكوين اعتراضي، وتوجيه اتهاماتٍ كهذه إليه.

"الآخرون"، أهل الطبقة السياسية، "مشموسون"، وهم تالياً ليسوا موضع اهتمام المواطنين "الأخلاقيين". لأن الغربال الأخلاقي لن يترك لهم موضعاً للاهتمام.

المهمّ فقط، هم هؤلاء الذين قد أجد وجهي في مراياهم. وقد يجد مواطنون غفيرون وجوههم في هذه المرايا.

فليتذكروا أنهم مسؤولون عن صورة وجهي، وعن صورة وجوه هؤلاء المواطنين الغفيرين في مراياهم.

... هذا من أجل أن يفوزوا بثقة الرأي العام، ولكي لا يكونوا عرضةً للاتهام!

[email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم