"إبريق زيت" الصعود إلى الأضواء... والقانون

مع اقتراب موسم كرة القدم من مراحله الحاسمة في كل عام، تعود "قصة ابريق الزيت"، فيغلب الحديث عن تلاعب وتعليب نتائج المباريات سواء في الدرجة الأولى، ولا سيما على مستوى الهروب من الهبوط، أو في دوري الدرجة الثانية، خصوصاً لناحية الصعود الى مصاف الأضواء. 

وتحتدم المنافسة في الدوري العام للدرجة الثانية ولا سيما "معركة الصعود" بين ثلاثة فرق. وبحسب النتائج فإن شباب الساحل هو الأكثر ثباتاً والأقوى لانتزاع أولى بطاقتي الصعود، وهو متصدر للبطولة (44 نقطة)، ويتنافس على الأخرى فريقا الشباب الغازية (40 نقطة) والبرج (39 نقطة).

إلا أن أزمة جديدة تشغل الرأي العام الكروي، إذ قضى الاتحاد أمس في تعميمه الرقم 9-2018، بـ"اعتبار نادي شباب مجدل عنجر خاسراً مباراته أمام نادي البرج في إطار الأسبوع 17 لدوري الدرجة الثانية بنتيجة 3-0، سنداً الى المادة 3 – 16 معطوفة على المادة 1 - 12 من نظام العقوبات"، وذلك بناءً على التحقيق الذي أجرته لجنة مؤلفة من عضوي اللجنة التنفيذية محمود الربعة وموسى مكي في الأحداث التي رافقت المباراة والتي ثبتها الاتحاد في التعميم السابق (8-2019)، حيث ثبت للجنة دخول الاداري الموقوف في نادي شباب مجدل عنجر أحمد يونس حمزة الى أرض الملعب والمنصة الرئيسية، كما تم إيقاف حمزة مدى الحياة.

وأشار الربعة في اتصال لـ"النهار" الى أن لجنة التحقيق كانت مهمتها معرفة ما اذا كان الإداري الموقوف موجوداً في الملعب أو لا. وأضاف: "اعترف إداري شباب مجدل عنجر أحمد حمزة بوجوده في المنصة وطلبه من الحكام استدعاء الجيش بسبب اشكال مع جمهور البرج، وهذا يعني انه خالف النظام للمرة الثالثة، وبالتالي جرى تطبيق النظام حفاظاً على هيبة الاتحاد".

ومن شأن هذا القرار تبوؤ البرج المركز الثاني في الترتيب برصيد 41 نقطة مقابل تراجع الغازية ثالثاً، وهذا الأمر لاقى استنكاراً لدى الفريق الجنوبي.

وطالب أمين سر النادي علي حسون بتطبيق القانون على نحو دائم وليس في شكل انتقائي، وأضاف في اتصال لـ"النهار": "لا يسعنا القول إلا هذا هو لبنان، الإداري الموقوف أحمد يونس حمزة تدخل في المباراة لتلافي إشكال كبير ذي أبعاد طائفية، وكان حريا بالاتحاد العمل بروح القانون وليس تطبيقه بطريقة تؤثر مباشرة على المنافسة في أرض الملعب".

وتابع: "نحن منتدى الشباب الغازية دائماً تحت سقف النظام والقانون، وثمة ثغرات كثيرة وحالات عديدة لم يأخذ بها الاتحاد الذي يبدو أن لديه توجها بتصعيد البرج لأسباب معلومة لدى أصحاب الشأن".

وختم: "علاقتنا مع الاتحاد متأزمة، ولهذا اجتمعنا أمس الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري وعرضنا مشكلتنا عنده، فتجاوب وطلب منا ترك الموضوع له ليحله، وجرى تكليف رئيس الماكينة الانتخابية لحركة أمل في منطقة الزهراني خليل حمدان متابعة الموضوع".

وعقد نادي شباب مجدل عنجر مؤتمرا صحافياً تحدث فيه رئيس البلدية سعيد ياسين، وقال: "تحولت الرياضة لتصبح مساحة للنعرات الطائفية والمذهبية. ما حصل مع فريق شباب مجدل عنجر في مبارته الاخيرة مع البرج لا يمتّ الى الرياضة بصلة، ويستدعي تدخّل الحرصاء لوضع قطار كرة القدم على السكّة الصحيحة، وأن يكون الاتحاد والحكّام على مسافة واحدة من جميع الفرق".

وطالب بالتدخّل "لإنصاف المظلوم وإحقاق الحق... وإظهار النتيجة الحقيقية للمباراة بعيداً عن أيّ حسابات أخرى غير رياضية".

ورأى نائب رئيس نادي البرج سمير شمخة في اتصال من لندن لـ"النهار" أن فريقه أكثر المتضررين من قرارات الاتحاد "القانونية المجحفة"، إذ جرى إبعاد جمهور البرج ومدربه لأنهم أخطأوا. وأضاف: "الموضوع يتم تحميله أكثر مما يلزم.

ثمة إداري أخطأ ونحن لجأنا الى القانون، وما مات حق وراءه مطالب، وليعمل الفريق المتضرر على تفادي الهبوط الى الدرجة الثالثة وإثارة النعرات، لقد لحق بنا ضرر كبير من قرارات الاتحاد القانونية البحتة، ولم نعترض لأننا أخطأنا، وعلى الباقين تحمل مسؤولية أخطائهم المتكررة".

وفي ظل العمل الانتخابي الذي يطغى على كل القطاعات، ستكون هذه المسألة معرضة للمد والجزر، فيما يتمسك اتحاد اللعبة الشعبية بنظامه وتطبيقه، ودعا مصدر اتحادي الى الكف عن هذه المسائل وترك الأمور للملعب، إذ ثمة مواجهة مباشرة بين الغازية والبرج ستكون كلمة الفصل فيها للاعبين.