بعد سنة الديك الصينية سنة الكلب.... عام معقد تكثر فيه المنازعات

بدأت سنة الكلب ليل الخميس الجمعة في الصين ويشكّل حلول العام الجديد مناسبة للصينيين للعودة إلى ديارهم ومشاهدة البرنامج التلفزيوني الأكثر استقطابا للمشاهدين في العالم، فضلا عن تبادل المعايدات إلكترونيا. 

في ما يأتي خمس خاصيات تميّز بها هذه المناسبة في الصين:

بحسب التقويم القمري، تحلّ سنة الكلب بعد سنة الديك. ووفق الأبراج الصينية، يتّسم مواليد هذا البرج بوفائهم وصدقهم وهم معروفون بحرصهم على الإنصاف، حتى لو كانوا عنيدين وسريعي الانفعال.

ويتوقع المنجمون في هونغ كونغ سنة معقدة تكثر فيها المنازعات، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد سنة 1946 تحت برج "كلب النار" الذي يتواجه مع رمز سنة 2018 وهو "كلب الأرض".

وفي مدينة تاي وان الصينية، نصب تمثال لكلب تشبه ملامحه دونالد ترامب بتسريحة شعره المعهودة.

يعود مئات الملايين من الصينيين إلى مسقط رأسهم للاحتفال بالعام الجديد مع العائلة، في ما يعدّ أكبر موجة نزوح إلى القرى في العالم.

وبين الأوّل والعاشر من شباط/فبراير، أجريت 732 مليون رحلة بالسيارة او الطائرة أو القطار أو السفينة، علما أن العطلة الرسمية لم تبدأ سوى الخميس. وفي العام 2017، أجرى الصينيون ثلاثة مليارات رحلة خلال فترة العيد.

وتشكّل هذه الموجة ضغطا كبيرا على المواصلات، وغالبا ما يكون المسافرون مكدّسين في القطارات مع حقائبهم الكبيرة من دون مقاعد متوفرة للكثير منهم.

بعد العشاء العائلي، تقضي العادة بإشعال سلاسل من المفرقعات أمام الباب لطرد "الأرواح الشريرة".

لكن في بكين، خيّم الهدوء على غير عادة على شوارع العاصمة إثر حظر الألعاب النارية والمفرقعات في إطار جهود مكافحة التلوث.

والتباين جليّ بين احتفالات هذه السنة والفعاليات التي أقيمت في الأعوام الماضية عندما كان سكان بكين يشعلون سلسلة من المفرقعات الحمراء في باحات المباني والشوارع، في حين كانت الألعاب النارية تضيء سماء العاصمة وسط دخان كثيف ودويّ شديد.

يستقطب البرنامج الذي تبثه القناة الرسمية "سي سي تي في" ليلة رأس السنة أكبر عدد من المشاهدين في العالم.

وبالرغم من تدّني شعبيته في أوساط الشباب، لا يزال يحافظ عل قاعدة جمهور واسعة، مستقطبا أكثر من 700 مليون مشاهد في نسخته للعام 2017. وعلى سبيل المقارنة، تابع 103 ملايين مشاهد دورة هذا العام من مباراة السوبر بول النهائية لكرة القدم الأميركية.

ويقدّم هذا البرنامج منذ 35 سنة كوكبة من الفنانين الشعبيين ومقاطع مسرحية وعروضا للأقليات الاثنية في البلد، مرفقة بلقطات تحتفي بشعارات النظام الشيوعي الحاكم.

جرت العادة في الصين على تقديم المال في ظرف أحمر احتفاء بحلول السنة الجديدة.

لكن هذه المعايدات انتقلت إلى الفضاء الإلكتروني في ظل انتشار منصات الدفع عبر الانترنت، مثل "علي باي" من "علي بابا"، وازدهار تطبيق الدردشة "وي تشات" التابع لمجموعة "تنسنت".

ومع حلول السنة الجديدة، تدور منافسة محتدمة بين المجموعتين العملاقتين اللتين تبتكران ظروفا خاصة لتوزيع الهدايا بغية جذب الزبائن.

وفي العام 2017، جرى تبادل 46 مليون ظرف أحمر عبر "وي تشات" في خلال ستة أيام. ومن المرجّح أن يحطّم هذا الرقم القياسي هذه السنة، إذ أعلنت "تنسنت" الجمعة أن 688 مليون مستخدم من مستخدمي "وي تشات" أرسلوا ظروفا إلكترونية الخميس، من دون الكشف عن قيمة المبادلات الإجمالية.