الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

موسيقى في "الريتز كارلتون" بالرياض... النزلاء عادوا بعد حملة التّوقيفات

المصدر: أ ف ب
موسيقى في "الريتز كارلتون" بالرياض... النزلاء عادوا بعد حملة التّوقيفات
موسيقى في "الريتز كارلتون" بالرياض... النزلاء عادوا بعد حملة التّوقيفات
A+ A-

كأن توقيف عشرات الامراء والمسؤولين السعوديين طوال 3 أشهر في فندق "#الريتز_كارلتون" في #الرياض، لم يحدث فعلا: موسيقى العود تصدح في الممرات، نزلاء يلتقطون الصور، وسرير مريح في غرفة فخمة ومكلفة.


في الليلة الاولى بعد اعادة افتتاح الفندق أمام النزلاء، بحث الزبائن الذين قرروا تمضية ليلتهم فيه، عن اية آثار مرتبطة بحملة التوقيفات. الا ان أملهم خاب، بعدما اكتشفوا ان الفندق عاد تماما الى ما كان عليه قبل 3 أشهر.
"الفرق الوحيد ان البوابات الرئيسية فتحت من جديد"، على قول موظف استقبال مبتسما.  


لكن بالنسبة الى ديبلوماسي غربي جلس يحتسي كوبا من القهوة ويستمع الى موسيقى العود المتصاعدة من مكبرات الصوت، فان أهم تغيير في الفندق هو "لائحة النزلاء". 


وكان هذا الفندق الفخم الذي يقيم فيه عادة رؤساء دول ووزراء ورجال اعمال، اغلق في 4 تشرين الثاني بعدما اطلقت هيئة لمكافحة الفساد، يترأسها ولي العهد الامير محمد بن سلمان،
حملة توقيفات واسعة النطاق.  

 واحتجز العديد من الشخصيات بين اكثر من 381 مشتبها فيهم كانوا موضع تحقيق، في الفندق الفخم الذي ازدادت شهرته في شكل كبير اثر ذلك.
وبين هؤلاء الوزراء والوزراء السابقين والامراء ورجال الاعمال، الامير الوليد بن طلال ابن عم ولي العهد، والذي افرج عنه في 27 كانون الثاني بعد التوصل الى اتفاق مع السلطات لم يكشف عن مضمونه. وهو من أغنى رجال الأعمال في العالم.  


ووفقا لشركاء تجاريين لبعض رجال الاعمال الذين اوقفوا في الفندق، منح كل موقوف غرفة فيها تلفزيون. الا انهم منعوا من استخدام هواتفهم او الاتصال بالعالم الخارجي عبر الانترنت.
كذلك، ازالت السلطات كافة الادوات الحادة والزجاجية من اجل منع الموقوفين من الحاق الاذى بأنفسهم، وفقا للمصادر نفسها.  


مع افتتاح الفندق امام الزبائن من جديد الاحد، عادت الادوات الحادة والاواني الزجاجية الى غرف الفندق، بينها غرفة بات فيها صحافي "فرانس برس". 


ولم يتضح ما اذا كان احد الموقوفين قد أقام بالغرفة نفسها، الا ان العديد من هؤلاء قضوا فترة احتجازهم في الغرف الكبيرة الفاخرة الاخرى التي تضم مطابخ وصالات استقبال. 


في الليلة الاولى بعد الافتتاح الجديد، بدا أن ادارة الفندق طلبت من الموظفين عدم التحدث الى الصحافيين حول فترة احتجاز الامراء والمسؤولين ورجال الاعمال.
,أبلغ أحد الموظفين "فرانس برس" انه كان في اجازة طوال الاشهر الثلاثة الماضية، بينما قال موظف آخر انه كان حاضرا خلال هذه الفترة، رافضا الافصاح عن اية تفاصيل حيال ما شاهده او سمعه.  


وبسؤاله عن أثر حملة التوقيفات على الفندق بعدما أصبح يعرف على الانترنت باسم "السجن الفخم"، رفض مسؤول في قسم العلاقات العامة الرد او التعليق، قائلا ان المسألة "حساسة جدا". 

 ورفضت ادارة الفندق السماح لمصوري "فرانس برس" بالتقاط الصور فيه، لكنها اصطحبت مراسل الوكالة في جولة شملت حمام السباحة الداخلي والمطاعم المختلفة. وكانت معظمها فارغة من الزبائن. لكن في المقهى الواقع في قاعة الاستقبال، كانت عائلات سعودية تلتقط الصور. 

وبعدما اجبروا على المغادرة مساء 4 تشرين الثاني، عاد رجال أعمال الى الفندق. وقال احدهم: "طُلب منا فجأة مغادرة الفندق بعدما ابلغنا بان هناك مناسبة ما. من الجيد العودة الى هنا". 


وكانت حملة التوقيفات اثارت قلقا لدى المستثمرين وخشية من ان يسارعوا الى سحب رؤوس الاموال، مما قد يؤدي ايضا الى إبطاء الاصلاحات في المملكة الباحثة عن تنويع اقتصادها لوقف ارتهانه للنفط. 


بالنسبة الى اندرو بوين، وهو باحث في معهد "اميركان انتربرايز"، فان اعادة الثقة الى المستثمرين "تتطلب اكثر من طلاء جديد في الفندق". 


ويرى مراقبون ان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طوى صفحة أعراف في ممارسة الحكم تعود إلى عقود خلت تبناها أسلافه، عبر تنفيذه حملة تطهير غير مسبوقة استهدفت الأمراء والمسؤولين. ويقول هؤلاء ان الأمير الشاب الذي يتولى مناصب رفيعة المستوى عدة في المملكة يعمل على ترسيخ موقعه وتشديد قبضته على السياسة والاقتصاد والمجتمع، قبل تتويجه ملكا خلفا لوالده. 


عند منتصف الليل، كانت قاعة الاستقبال في الفندق خالية تماما من الزبائن. وحدهم عمال النظافة انتشروا في ارجاء المكان يعملون على تلميع الارض الرخامية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم