الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إيران: ناشط بيئي مرموق "انتحر" في السجن... وفاة إمامي تثير الصدمة

المصدر: أ ف ب
إيران: ناشط بيئي مرموق "انتحر" في السجن... وفاة إمامي تثير الصدمة
إيران: ناشط بيئي مرموق "انتحر" في السجن... وفاة إمامي تثير الصدمة
A+ A-

أثارت وفاة ناشط بيئي ايراني-كندي بارز اليوم تساؤلات في الجمهورية الإسلامية الايرانية، بعدما أعلنت السلطات أنه انتحر في السجن بعد أسبوعين من اعتقاله.

وأعربت الأوساط الأكاديمية الايرانية عن صدمتها من جراء وفاة #كاووس_سيد_إمامي (63 عاما)، والذي يعد أحد أكثر الاساتذة المرموقين، ويشغل منصب رئيس "مؤسسة تراث الحياة البرية الفارسية".

واعتقل الناشط البيئي إلى جانب سبعة من زملائه في 24 كانون الثاني 2018. وأعلنت عائلته وفاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي في وقت متأخر السبت.

وقال نجله رامين سيد إمامي، وهو مغن شهير، عبر موقع "انستاغرام"، إنه من "المستحيل فهم الأخبار التي تحدثت عن وفاة والدي".
وأشار إلى أن الشرطة أبلغت والدته بذلك الجمعة. 

وكتب: "قالوا إنه انتحر. لا أزال غير قادر على تصديق ذلك".

ولدى سؤاله عن القضية اليوم، أكد المدعي العام لطهران عباس جعفري دولت ابادي وفاة إمامي.
وقال لوكالة "ايلنا" الإصلاحية: "كان هذا الشخص بين المتهمين. ونظرا إلى أنه علم بوجود كثير من الأمور التي تم الكشف عنها ضده وقدم هو نفسه اعترافات، انتحر في السجن للأسف". 

وأعلن دولت ابادي السبت أنه تم اعتقال عدد من الأشخاص على خلفية اتهامات تتعلق بالتجسس من دون أن يكشف عن اسمائهم.

من جهته، أفاد رئيس دائرة القضاء في طهران غلام حسين اسماعيلي أنه "تم التعرف الى عدد من الأفراد الذين جمعوا معلومات وقدموها الى أجانب. اعتقل بعضهم، بينما قد يتم اعتقال البعض الآخر مستقبلا. لا يمكن الكشف عن القضية وتفاصيلها في هذه المرحلة".

من جهتها، أصدرت "رابطة علم الاجتماع الايرانية" التي كان إمامي عضوا نشطا فيها، بيانا يشكك في الادعاء بأنه انتحر.
وذكرت أن "المعلومات التي نشرت عنه غير قابلة للتصديق. ونتوقع من المسؤولين الرد وتزويد الناس بالمعلومات في ما يتعلق بوفاته". 

وقال مصدر قريب من المنظمة لوكالة "فرانس برس" إن أعضاء "مؤسسة تراث الحياة البرية الفارسية" السبعة الآخرين لا يزالون في السجن، بينهم رجل الأعمال الايراني-الأميركي مراد طهباز الذي كان عضوا في مجلس إدارة "مؤسسة تراث الحياة البرية الفارسية". 

في تشرين الثاني، اتهمت وكالة "تسنيم" المرتبطة بالمحافظين طهباز بأنه صياد للحيوانات الكبيرة يحاول الاستحواذ على أراض للحديقة الوطنية في شمال ايران.
وهو يتحدر من عائلة ثرية صنعت ثروتها قبل الثورة الإسلامية العام 1979، وكانت تملك صحيفة "كيهان" الشهيرة التي باتت حاليا تابعة لسلطة النظام الإسلامي. 

وبين المعتقلين ايضا، هومان جوكار الذي ترأس برنامجا لحماية الفهد الآسيوي المهدد بالانقراض.

وجاءت وفاة إمامي بعد ورود تقارير عن "حالتي انتحار" على الأقل في المعتقل على ارتباط بالاحتجاجات التي استمرت لأسبوع في أواخر كانون الأول ومطلع كانون الثاني.
وأفاد النائب محمود صادقي أن متظاهرا يبلغ 23 عاما يدعى سينا غنباري، توفي في سجن "ايوين" بطهران. 

لكن القضاء أشار إلى أن غنباري كان متورطا في تهريب المخدرات وانتحر.

كذلك، توفي شخص آخر  بعد اعتقاله في مدينة آراك وسط البلاد. وأفاد مسؤولون أنه طعن نفسه حتى الموت.

وقال أكاديمي عرف إمامي جيدا لوكالة "فرانس برس": "الجميع في صدمة".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، ان إمامي "كان أحد أفضل الاساتذة. كان عميقا وهادئا للغاية. لم يكن مسيسا على الإطلاق. لقد أحب ايران والبيئة". 

واشار الى أن الناشط البيئي "عاد اخيرا من كندا حيث كان يجري أبحاثا. ولدى عودته، استدعته السلطات مرات". 

ودرَّس إمامي في جامعة الإمام صادق، حيث تلقت شخصيات قيادية عدة في النظام الحاكم تعليمها، بمن فيهم المفاوض النووي سعيد جليلي.

وقال زعيم حزب اتحاد ايران الاسلامي الإصلاحي علي شكوري راد عبر "تويتر" إن وفاة إمامي "أثارت موجة من التساؤلات والقلق في أوساط العامة".
وكتب: "عززت المعلومات المبهمة وغير المكتملة الصادرة عن المدعي العام المخاوف. ماذا يحصل في هذا البلد؟ لماذا لا يعطي القضاء المعلومات في وقتها وبشفافية؟" 

وإمامي هو المواطن الايراني-الكندي الثاني الذي يقضي في السجون الايرانية بعد مقتل زهرا كاظمي (54 عاما) العام 2003 عقب اعتقالها لالتقاطها صورا خارج سجن "ايوين".
وأعلن نائب الرئيس آنذاك محمد علي ابطحي أنها توفيت اثر "نزف دماغي تسبب به تعرضها للضرب". 

وهيمنت القضية على العلاقات بكندا لسنوات.
وقطعت كندا علاقاتها بايران العام 2012، بعدما انتقدت حكومتها دعم الجمهورية الإسلامية للنظام السوري، و"تحريضها على الإبادة الجماعية" ضد اسرائيل، إضافة إلى برنامجها النووي. 

ولا تعترف ايران بالجنسية المزدوجة، وتتعامل مع الموقوفين على أنهم مواطنون ايرانيون فقط.

بعد اتفاق نووي تاريخي توصلت إليه ايران مع القوى العظمى العام 2015، أعلنت كندا رفع العقوبات الاقتصادية عليها، وأشارت إلى أنها تعيد النظر في علاقاتها بطهران.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم