"بازار" وطن... مفتوح على الأزمات!
كيف نصنع وطناً؟ سؤال يراود الشباب اللبناني ولا يفارق مخيلاتهم ويومياتهم أمام أهوال الأزمات السياسيىة المتوارثة بفعل انطلاق كثيرين من أفكار مذهبية ضيقة لا أفق لها في شرق لا يعرف الاستقرار بفعل عوامل داخلية ومن دون التقليل من تأثير المحيط والخارج.
لنعترف في لبنان أن الطبقة السياسية عندنا لم تبنِ دولة حقيقية ولم تطبق بنود دستور وقوانين صارت وجهات نظر على الشاشات وإطلالات التحدي في "بازار" المزايدات المشرعة أبوابه على التفرقة والمزيد من الانقسامات من هنا وهناك، ويزداد مفعولها أكثر مع اقتراب موسم الانتخابات للتجديد للوجوه نفسها ولو بنسبية مشوهة في قانون لم يكن محل طموح كثيرين إلا أنه يبقى أفضل من قانون الستين.
وتتبدد أحلام اللبنانيين بالتغيير كل يوم أمام مسلسل حلقات الخلافات المفتوحة بين أركان الحكم. ويبدو أن تلك الوصفة غير قابلة للعيش والتطبيق في جمهورية حولها أهلها مزارع طائفية ومناطقية ورسموا خطوط تماس قبائلية لا تعترف ولا تقبل بالآخر، وان كان التعميم هنا لا ينطبق على الجميع، لكن الدولة تقوم على قواعد مذهبية مرسومة وقاتلة بدءاً من التعاطي مع أصغر موظف الى رأس الهرم وهي صلبة ومحصنة وقادرة على امتصاص كل الهزات وفصول الربيع الديموقراطية التي لم يكن حصادها الا المزيد من الويلات والتقهقر والموت ورسم خرائط جديدة في أكثر من دولة في الاقليم.
عن أي دولة يتحدثون عندنا والناجح في امتحانات مجلس الخدمة المدنية لا يتسلم وظيفته بذريعة عدم توافر التوازانات الطائفية.
عن أي دولة يتحدثون ولا تقبل حتى بالزواج المدني الاختياري، ولا يجمع أهلها ولو على مباراة رياضية!
عن أي دولة يتحدثون يجري تطيف كل شيء فيه. ولم تسلم حتى النفايات في بيروت والمناطق من هذا التصنيف.
وعن أي دولة يتحدثون ومؤسساتنا تتربع على رأس صدارة سلم الفساد في بلدان العالم.
لنعترف ونقل للبنانيين من الجناحين المقيم والمغترب وبكل جرأة أن ما يرسمه السياسيون لنا لا يبني بلداً، ويقول لشبابنا اذا استطعتم الهرب من هذا البلد فلن تتأخروا على أول طائرة او سفينة.
وعلى الرغم من كل ذلك، فإن أحلام شبابنا بالتغيير لن توقفها أو تمنعها إدارات سياسية وحكومات أثبتت فشلها وبـ 24 قيراطاً.