الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

نحو وطن موحد بمسلميه ومسيحييه

المصدر: "النهار"
رولا حميد
نحو وطن موحد بمسلميه ومسيحييه
نحو وطن موحد بمسلميه ومسيحييه
A+ A-

خمسة وسبعون عاماً مضت على نشوء صيغتنا اللبنانية الفريدة. تأسست شرقي المتوسط، قلما ‏غابت عنها الشمس، فأحيت باللبنانيين دائما الشعور بالأمل، والحياة الأفضل، وللسبب عينه، ‏قصدها الزائرون من مختلف أصقاع الأرض‎.‎ 

نشأت صيغتنا الوطنية على التنوع، والتعددية، وقبول الآخر المختلف، ولم يتخلف اللبنانيون عن ‏الترحيب بالصيغة الفريدة من نوعها في العالم، فعاشوا هذا التنوع، وتقبل الآخر، واندمجوا في ‏بوتقة وطنية قل نظيرها‎.‎

لكن موقع لبنان المناخي المعتدل في نقطة تكاد تكون مركز دائرة العالم، جعله ممراً للعواصف ‏والأنواء الجيو- استراتيجية، فلم تكن الرياح التي كانت تهب بين فينة وأخرى، تعطي فرصة ‏طويلة للبنانيين ليتعايشوا مرتاحي البال في ما بينهم، وليبنوا وطناً موحداً، ودولة حديثة تؤمن ‏المستقبل الزاهي لأبنائها. فكانت التطورات، والتدخلات الخارجية من مختلف دول العالم، ‏وصراعات الحدود، والمصالح، والاقتصاد، تدفع باتجاه هبوب رياح، غالباً ما كانت عاتية، ‏فاثرت على لبنان، وأدخلت فئات منه في صراعات أهلية، منعت توحده التام، وتأسيس دولته ‏الحديثة، حتى وصلنا منذ منتصف السبعينيات إلى سلسلة من الحروب الأهلية المفتوحة التي لا ‏تتوقف‎.‎

استفادت القوى العالمية والإقليمية المتصارعة من التركيبة الطائفية المتنوعة للبنان، وبدلاً من أن ‏تكون تجربته نموذجاً غنياً للعالم، تحولت بشقوقها، وتصدعاتها، إلى وبال يمنع تكوين دولة ‏ووطن يؤمن الحياة الكريمة لأبنائه، فهاجرت أدمغته، وقواه العاملة، وضعفت بنيته، متهالكة ‏تحت وطأة التطورات الطويلة‎.‎

نحن اليوم أمام تحدٍ جديد لبناء وطننا بصيغة قابلة للتوحد، بقيام دولة مدنية، علمانية، تكون ‏الكفاءة فيها المعيار الأساس، بالتشارك بين مختلف أبناء الوطن، مرددين قول أستاذنا وملهمنا ‏جبران تويني‎:‎

‏"نقسم بالله العظيم، مسلمين ومسيحيين، أن نبقى موحدين، إلى أبد الآبدين".‏


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم