حزب شفيق يدعم السيسي...ماكينته الانتخابية في خدمة الرئيس

وكان شفيق حظي بدعم قوي من حزبه، وأعلن ترشحه في الانتخابات الرئاسية، من خلال مقطع فيديو سجل بمقر إقامته في الإمارات، ثم تراجع ، بعد أيام من عودته إلى مصر على متن طائرة خاصة. 

وقال الحزب في بيان على صفحته الرسمية بموقع "فايسبوك"، اليوم الخميس: "بعد قرار الفريق بعدم الترشح كان لزاما علينا ضرورة العودة مرة أخرى إلي قواعدنا الحزبية بالمحافظات واستطلاع رأيهم في المرشح الذي يرونه مناسباً لقيادة البلاد خلال تلك الظروف العصيبة التي تمر بها الدولة المصرية ولكي يكون قرارنا قرارا مؤسسيا مستندا إلى مرجعية جماهيرية .. وقد جاءت نتائج الاستطلاعات جميعها وبنسبة زادت عن الـ 85 ٪ مدعمة لاختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي وتأييد انتخابه لفترة رئاسية ثانية".

وأضاف الحزب في البيان الذي وقع باسم أمينه احمد الضبع: "ونزولا عند رغبة أمانات الحزب بالمحافظات وبعد العرض علي الأمانة العامة والهيئة العليا قرر الحزب وبشكل نهائي دعم خيارات قواعده والإعلان عن تأييد انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية جديدة".

وقال مصدر من الحزب لـ"النهار": إن حزب الحركة الوطنية "بدأ إعداد مقراته في المحافظات للمشاركة في دعم الرئيس السيسي، وسوف يتم التنسيق مع الحملات الشعبية المؤيدة للمرشح الرئاسي، لتشجيع المواطنين على المشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة، خاصة وأن هناك بعض الدعوات المغرضة لمقاطعة الانتخابات".

وأشار المصدر إلى أن "الحزب يملك مقرات في 25 محافظة مصرية، وسوف يستعيد تماسكه مرة أخرى خلال الفترة المقبلة، ويعود زخم مشاركة أعضاءه به، بعد مروره بفترة عصيبة، أدت إلى بعض الانشقاقات، خاصة عقب مقطع الفيديو الذي بثته قناة (الجزيرة) القطرية للفريق شفيق، وهو ما أثار غضبا كبيرا في أروقة الحزب وبين قواعده".

وكانت شخصيات سياسية معارضة دعت إلى مقاطعة الانتخابات المقبلة، وأصدرت بيانا في 29 كانون الثاني الماضي ، قالت فيه: "ندعو شعبنا العظيم لمقاطعة هذه الانتخابات كليا وعدم الاعتراف بما ينتج عنها".

وجاء البيان عقب توقيف الفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، والتحقيق معه بعد إعلان ترشحه، ثم انسحاب المرشح الرئاسي المحتمل خالد علي، على أثر سجن عنان ومنعه من خوض الانتخابات الرئاسة بتهمة مخالفة قوانين عسكرية.

ويخوض السيسي الانتخابات أمام مرشح وحيد، يصفه البعض بأنه مجرد كومبارس، وهو موسى مصطفى موسى رئيس "حزب الغد". ولا يحظى موسى بثقل سياسي يذكر، ولم يفز حزبه بأية مقاعد برلمانية في الانتخابات التشريعة للعام 2015. ويعتقد على نطاق واسع أن المشاركة الشعبية سوف تكون ضعيفة في هذه الانتخابات، التي تكاد تكون محسومة لصالح السيسي.

ودعا "الحركة الوطنية" في بيانه المواطنين للمشاركة في الانتخابات، قائلاً: "يدعو حزب الحركة الوطنية المصرية الشعب المصري إلي ضرورة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها بالخارج أيام 16 و17 و18 من شهر آذار المقبل وفِي الداخل في 26 و 27 و 28 من شهر آذار المقبل مطالباً الجماهير بعدم التزام دعوات المقاطعة التي صدرت عن بعض التيارات والأحزاب السياسية، مشدداً على أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني وأمانه في رقاب الناخبين خاصة، وان الدولة المصرية تمر بظروف سياسية استثنائية تقتضي ضرورة التوحد والاصطفاف الوطني ودعم التجربة الديمقراطية مما يقتضي معه ضرورة النزول لصناديق الاقتراع لاختيار المرشح الذي يرونه مناسباً والذي يدعم خيارات الشعب ويحقق أمال وطموحات المواطنين . عاشت مصر عزيزة مكرمة".

وفوض الفريق شفيق نائبه اللواء رؤوف السيد برئاسة الحزب بعد عودته من الإمارات إلى مصر، وإعلانه عن التراجع عن خوض الانتخابات، وقال في بيانه حينها: "بالمتابعة للواقع، فقد رأيت أنني لن أكون الشخص الأمثل لقيادة أمور الدولة خلال الفترة المقبلة، ولذلك قررت عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة 2018".

ويقول مقربون من الفريق شفيق إنه يعيش حالة عزلة سياسية بعد عودته من الإمارات. وتأتي هذه العزلة بعد 5 سنوات أمضاها في الإمارات بعد خروجه من مصر في أعقاب الانتخابات الرئاسية للعام 2012، وفوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، بفارق طفيف على شفيق الذي كان هو أيضاً مرشحاً في تلك الانتخابات. وأعاد شفيق خروجه من مصر إلى نصائح أصدقاء ومقربين له بأن عليه الابتعاد عن مصر حتى لا تلحق الجماعة به أضراراً بعد توليها السلطة. ولم يعد شفيق إلى مصر، كما كان متوقعا بعد اطاحة الجماعة في ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، لكنه عاد بعد سنوات ليستكمل عزلته السياسية على أرض وطنه.