طوبى للمتواضعين

عندما طلب مني الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قبل نحو عقدين من الزمن، أن أوجز له أوضاع شركة الميدل إيست، رحت أعرض المشاكل بالتفصيل. قاطعني الرجل، رحمه الله، وسارع إلى سؤالي ماذا ستفعل لتصحيح أوضاع مؤسسة وطنية غارقة بالخسائر والديون؟ عرضت ما تختزن ذاكرتي من خطط وأفكار، وقبل أن أغادر مكتبه، سألته: بماذا تنصحني كي أنجح وما هو سرّ نجاح رفيق الحريري؟ فأجابني والبسمة تغمر وجهه: الإنجاز والمتابعة.المسؤولية تقتضي من كل واحد منا أن يتواضع وأن يعمل وأن ينجز ويتابع ويراكم. قال السيّد المسيح: "طوبى للمتواضعين في الدنيا. هم أصحاب المنابر يوم القيامة. نعم، ما تواضع أحد لله إلاّ رفعه"، وفق الحديث النبوي الشريف. التواضع تعبير عن ثقة عالية بالنفس. فأنت لا تكون كبيراً بلغتك القاسية وأوامرك الفارغة وتصوراتك المسبقة."لنصنع وطناً"، لا بدّ من أن نتواضع. أن نحترم الآخر. أن نقيم وزنا لعقله...