الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مئات الآلاف تظاهروا في أثينا... "مقدونيا هي اليونان"

المصدر: أ ف ب
مئات الآلاف تظاهروا في أثينا... "مقدونيا هي اليونان"
مئات الآلاف تظاهروا في أثينا... "مقدونيا هي اليونان"
A+ A-

شارك مئات آلاف اليونانيين اليوم في تظاهرة في وسط #اثينا، تعبيرا عن معارضتهم للتسوية التي تطرحها حكومة أليكسيس تسيبراس حول الاسم الذي تجري مناقشته لدولة #مقدونيا المجاورة. 

واطلق المتظاهرون في ساحة سينتاغما هتافات: "مقدونيا يونانية!"، "مقدونيا هي اليونان"، و"لن نرحل قبل انصافنا!" بينما رفع علم يوناني ضخم في الساحة وسط العاصمة.

وشارك في التظاهرة الكثير من العائلات والمتقدمين في السن وعدد من الشخصيات، بينها رئيس الوزراء اليميني المحافظ السابق من حزب "الديموقراطية الجديدة" انتونيس ساماراس- وكان وزيرا للخارجية عندما نشب الخلاف على الاسم العام 1991- إلى جانب رؤساء بلديات وكبار رجال الدين وضباط الجيش.

وألقى الخطيب الرئيسي في التجمع المؤلف الموسيقي ميكيس ثيودوراكيس البالغ 92 عاما، كلمة طالب فيها باستفتاء حول الاسم، مؤكدا ان "مقدونيا كانت يونانية. وهي اليوم كذلك، وستبقى يونانية الى الابد". 

وتابع مؤلف موسيقى فيلم "زوربا" الشهيرة في الكلمة التي القاها من كرسي متحرك، واستغرقت نصف ساعة: "لطالما ناضلت من أجل وحدة الشعب اليوناني. علينا أن نواجه هذه المشكلة الكبرى، متحدين يدا واحدة".

وأكد بطل النضال ضد الديكتاتورية العسكرية في اليونان بين 1967 و1974، ان "الدفاع عن حقوق الشعب لا يعني نزعة قومية"، داعيا المتظاهرين إلى "عدم الاذعان للترهيب"، غداة تعرض منزله في الوسط التاريخي للعاصمة للتخريب بعد ظهر السبت.

وهذه التظاهرة هي الثانية خلال 15 يوما حول موضوع اسم مقدونيا. وهي إلى حد كبير من تنظيم جاليات يونانية في الخارج واندية لعسكريين متقاعدين وجمعيات كنسية وثقافية من مقدونيا اليونانية، وتمويلها. 

واراد المنظمون مشاركة أكثر من مليون شخص، أي ثلاثة أضعاف المشاركين في تظاهرة 21 كانون الثاني في سالونيكي، عاصمة مقاطعة مقدونيا اليونانية. وآنذاك سجلت الشرطة مشاركة أكثر من "90 الف شخص"، بينما أحصى المنظمون بين 400 الى 500 الف شخص. 

ولم تتوفر بعد اي معلومات عن المشاركين في تظاهرة اليوم. وأقلت نحو 2500 حافلة المتظاهرين من شمال اليونان. كذلك، نقلت عبارتان المشاركين الوافدين من جزيرة كريت. وارتدى البعض أزياء تراثية، أبرزها بزة القوات اليونانية التي قاتلت البلغار في مقدونيا في مطلع القرن العشرين. 

وقال اليا ساريليس، وهو من يونانيي المهجر الذي أتى من الولايات المتحدة للمشاركة في التظاهرة، ان "مقدونيا يونانية فقط لا غير. يريدون سرقة التاريخ، وعلينا النضال كي يعلم العالم بأسره بذلك".

وما زالت قضية اسم مقدونيا بلا حل منذ أصبحت الجمهورية اليوغوسلافية السابقة، مستقلة العام 1991.

وتعتبر اثينا ان اسم مقدونيا جزء من تراثها الثقافي. ويتخوف اليونانيون من أطماع لدى سكوبيي في أراض شمال اليونان، بعدما أعلنت أحقيتها بهذه التسمية وبارتباطها بتاريخ الاسكندر الأكبر المولود في اقليم مقدونيا اليوناني الحالي. 

إلا ان الحكومة اليونانية يمكن ان تقبل في اطار بعض الشروط، باسم يتضمن كلمة مقدونيا، مثل مقدونيا الشمالية او مقدونيا العليا، وهو امر يرفضه المتظاهرون.

وينشط مبعوث الأمم المتحدة حول هذه المسألة ماتيو نيميتز بين العاصمتين. وقال الثلثاء في اثينا: "حان الوقت لاتخاذ القرار".

واكدت الحكومة ان التظاهرات لن تؤثر على عزمها ايجاد حل لمشكلة اسم مقدونيا، لتعزيز الاستقرار في منطقة البلقان. وقال اليكسيس تسيبراس: "عدم التوصل الى حل لا يخدم مصلحتنا الوطنية".

منذ العام 1993، تمكنت مقدونيا من الانضمام الى الامم المتحدة باسم "الجمهورية اليوغوسلافية السابقة لمقدونيا". لكنها لا تستطيع الانضمام في هذا الوضع، لا الى الاتحاد الاوروبي، ولا الى الحلف الاطلسي، بسبب اعتراض اليونان.

وعلى جانبي الحدود الحالية، تجاوبت الحكومتان، على ما يبدو، مع الجهود المبذولة. فقد اعلن رئيس الوزراء المقدوني زوران زئيف، في دافوس اواخر كانون الثاني الموافقة على الغاء تسمية "الاسكندر الاكبر" لمطار سكوبيي الدولي، والطريق السريعة الرئيسية في البلاد. 

وكشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بالس" اخيرا لمصلحة تلفزيون "اكشن24" رفض 59% من اليونانيين ورود كلمة مقدونيا في الاسم الذي سيعتمد لهذا البلد، في مقابل 35% لا يأبهون لذلك.

وتساءلت الصحف اليونانية اليوم عن التبعات الداخلية لهذه التعبئة. وكتبت صحيفة "أفغي" الموالية للحكومة ان "القومية أكثر خطورة من المخاطر الخارجية".
واعتبرت صحيفة "كاثيميريني" الليبرالية ان التظاهرة "قد تولد وقائع جديدة في الساحة السياسية الداخلية". 

ويتهم حزب "الديموقراطية الجديدة" تسيبراس بإحياء هذا الجدل لدواع سياسية داخلية، والتسبب بانقسام اليمين. لكن رئيس الوزراء رفض هذه الاتهامات، مؤكدا ان "لدي مسؤولية تجاه البلد" تكمن في حل هذا الملف.

وشدد المتحدث باسم الحكومة ديمتريس تزاناكوبولويس في مقابلة اليوم على "سعي الحكومة الى التوصل إلى حل وطني لمشكلة تضر بالبلد وبعلاقاته الدولية وديبلوماسيته منذ 25 عاما".

ورأى نيكولاوس تزيفاكيس، استاذ العلوم السياسية في جامعة بيلوبونيز (جنوب البلاد)، ان "الكثير ينظرون إلى التغيير الحالي في السياسة (في هذا الشأن) من زاوية الازمة الاقتصادية، ويعتبرون أنه التنازل الذي طفح به الكيل".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم