الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لقاء الثلثاء هل يرمّم تداعيات الأزمة وكلام باسيل؟

المصدر: "النهار"
لقاء الثلثاء هل يرمّم تداعيات الأزمة وكلام باسيل؟
لقاء الثلثاء هل يرمّم تداعيات الأزمة وكلام باسيل؟
A+ A-

لم تكد الجهود السياسية المبذولة خلال الايام القليلة الماضية على ضفتي " حزب الله" ورئيس الحكومة تنجح في احتواء مفاعيل الاحتقان الطائفي الناجم عن " زلة" رئيس " التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل ضد رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي وصفه ب" البلطجي"، حتى جاء حديث باسيل الى مجلة " الماغازين" ليعيد تحريك النار الراكدة تحت جمر التهدئة، ويطرح أسئلة كبيرة حول الأسباب التي دفعت باسيل الى اتخاذ هذه المواقف، وما اذا كانت تدخل في سياق تدرج في التصعيد يرمي الى إعادة النظر في تحالفات التيار، وتمهد لعملية انتقال بدات تتضح ملامحها منذ اعلان الرئيس سعد الحريري استقالته من الرياض ومبادرة رئيس الجمهورية الى استرداده ضمن تسوية سياسية ضمن بنودها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وفي مقدم هذه البنود العمل على تقليص نفوذ " حزب الله" وتدخله في المنطقة، تمهيدا للجم التمدد الايراني فيها وفي لبنان.

 وفي حين كانت اوساط سياسية وضعت كلام باسيل في اطار مستلزمات الحملة الانتخابية الهادفة الى شد العصب المسيحي، الا ان تدرج المواقف، وامتناع باسيل عن تقديم اي ايضاحات تبرر مواقفه، دفعت الأوساط عينها الى توسيع دائرة التوقعات لتتجاوز البعد الانتخابي، وصولا الى ما بعد الاستحقاق.

وما عزز هذا الانطباع ان مواقف باسيل، تزامنت مع تطورين مهمين يعرضان لبنان لضغط كبير، ويستهدفان في الأساس الحزب في شكل خاص ومحدد.

فلم تكد التهديدات الاسرائيلية ترفع وتيرتها مستهدفة نفط لبنان وآباره، حتى بدأ الضغط الاميركي على الحزب يُترجم اجراءات عقابية في حق عناصر وكوادر فيه او قريبة منه. وقد تجلى ذلك في اعلان وزارة الخزانة الاميركية دفعة من العقوبات، فيما تتردد معلومات عن وجود دفعة ثانية في وقت ليس ببعيد.

وعليه، فإن الأنظار تتجه الى الاجتماع المزمع انعقاده يوم الثلثاء المقبل في قصر بعبدا ويجمع رئيس الجمهورية الى رئيسي المجلس والحكومة، بعد التفاهم الذي حصل خلال الاتصال الهاتفي الذي اجراه عون ببري.

وفي حين وُضع هذا الاجتماع في اطار البحث في ملف النفط في ظل التهديدات الاسرائيلية، تمهيدا لاجتماع المجلس الاعلى للدفاع في اليوم التالي، فإن الوسط السياسي يترقب اجواء هذا اللقاء، وهو الاول بين رئيسي الجمهورية والمجلس منذ اندلاع ازمة مرسوم الاقدمية بين الرئاستين الاولى والثانية وصولا الى كلام باسيل الاخير.

ذلك ان مثل هذا اللقاء يمكن ان يشكل فرصة لغسل القلوب ليس بين الرئيسين فحسب، وانما ايضا بين بري والحريري، سيما ان هذه الأزمة ارخت بثقلها أيضاً على العلاقة بين الرئاستين الثانية والثالثة بفعل استياء بري من توقيع الحريري على المرسوم رغم التزامه امام بري عدم التوقيع.وقد انقطع التواصل بين بيت الوسط وعين التينة كذلك على هذه الخلفية أيضاً.

وتشير مصادر سياسية مواكبة لحركة الاتصالات الجارية ان هذا اللقاء قادر، اذا توافرت كل معطيات نجاحه من خلال تنازلات على كل فريق ان يقوم بها من جانبه، ان تؤسس لتسوية جديدة بعدما سقطت التسوية الرئاسية بالضربة القاضية لباسيل.

وتتوقف المصادر عند تاريخ آخر من شانه ان يعكس تطور المناخ السياسي قدما، ويتمثل في قداس مار مارون، حيث ترى المصادر ان مشاركة بري في القداس او عدمها ستشكل مؤشرا قويا لمدى تقدم الامور وما ستكون عليه آفاق المرحلة المقبلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم