الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تركيا تدفع بتعزيزات جديدة إلى عفرين مع تصاعد القتال

تركيا تدفع بتعزيزات جديدة إلى عفرين مع تصاعد القتال
تركيا تدفع بتعزيزات جديدة إلى عفرين مع تصاعد القتال
A+ A-

تواصلت أمس المعارك العنيفة التي تخوضها القوات التركية والفصائل السورية المعارضة ضد المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين بشمال سوريا، موقعة مزيداً من الضحايا ومتسببة بنزوح سكان القرى الحدودية هرباً من الغارات الكثيفة. 

وقال مراسل إن وتيرة القصف اشتدت منذ الثلثاء في محيط مدينة عفرين مقارنة بالأيام الأخيرة.

وأعلن مسؤولون أكراد عن قصف بالصواريخ استهدف حي الاشرفية في مدينة عفرين، تسبب باصابة 12 شخصاً بجروح.

وتحدث "المرصد السوري لحقوق الانسان" عن "معارك عنيفة بين الطرفين تركزت في منطقتي جنديرس وراجو، حيث تمكنت القوات التركية والفصائل من السيطرة على قرية شنكال الحدودية"، الواقعة شمال غرب مدينة عفرين.

واستقدمت القوات التركية بعد منتصف ليل الثلثاء، كما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، "تعزيزات عسكرية جديدة تضم مقاتلين وآليات الى شنكال، في محاولة لتثبيت نقاط سيطرتها ودعم قواتها".

وأوضح أن المعارك بين الطرفين في الشريط الحدودي بين عفرين وتركيا من جهتي الشمال والغرب تزامنت مع "قصف عنيف طاول مناطق الاشتباك وغارات تركية استهدفت ناحيتي بلبلة (شمال عفرين) وجنديرس (جنوب غربها)". وافاد مسؤولون أكراد أن صواريخ سقطت على مدينة عفرين التي لا تزال بمنأى نسبياً من المواجهات وأوقعت 12 جريحاً.

وعلى رغم نفي تركيا استهداف المدنيين في عمليتها العسكرية، تستقبل مستشفيات مدينة عفرين يومياً الضحايا من قتلى وجرحى.

وداخل مستشفى عفرين الرئيسي في المدينة، تسلّم أفراد عائلة الثلثاء جثة والدهم العجوز بعدما قتل جراء القصف قبل أيام. ووضعت امرأة رأسها على النعش وهي تبكي بحرقة. وعلى مسافة أمتار، استشاط رجل في الثمانينات غضباً بعدما قتل 12 فرداً من أسرته بينهم حفيداه الرضيعان جراء القصف التركي الذي نجا منه بأعجوبة. وقال للصحافيين وهو يصرخ: "كل العالم يعرف ماذا يحصل هنا. كل العالم يعرف أن المدنيين يموتون".

وأضاف وهو مضمد اليدين والرأس : "نحن دواعش عفرين، طفل عمره أربعة أشهر وآخر تسعة أشهر. نحن دواعش عفرين".

وتسبب القصف التركي منذ بدء الهجوم بمقتل 68 مدنياً على الأقل بينهم 21 طفلاً، استناداً الى حصيلة جديدة للمرصد.

لكن تركيا تنفي ان تكون عملياتها تستهدف المدنيين، مؤكدة انها تستهدف المواقع العسكرية للمقاتلين الأكراد.

وقال وزير الدفاع التركي نور الدين جانكلي أمام مجلس النواب الثلثاء إنّ العملية العسكرية "لم تلحق أضراراً بالمدنيين" في منطقة عفرين.

وقتل جراء المعارك والقصف منذ بدء الهجوم 91 على الأقل من المقاتلين الاكراد مقابل 85 من الفصائل السورية المعارضة، استناداً الى حصيلة للمرصد السوري. وأقرت تركيا بمقتل سبعة من جنودها.

وأعلنت مسؤولة في الامم المتحدة امام مجلس الامن الثلثاء ان المعارك المستمرة دفعت 15 ألف شخص الى النزوح داخل منطقة عفرين.

وتمكن الجيش التركي وحلفاؤه من الفصائل منذ بدء الهجوم قبل 12 يوماً من السيطرة على 11 قرية الى تلة برصايا الاستراتيجية المشرفة على مدينة كلس التركية وأعزاز السورية.

وتواجه قوات "غصن الزيتون"، كما قال عبد الرحمن، "مقاومة شرسة من المقاتلين الأكراد المتحصنين في الجبال على رغم القوة النارية الهائلة من الجانب التركي". وقال الجيش التركي إنه دمّر منتصف ليل الثلثاء 22 هدفاً تابعاً للمقاتلين الأكراد في منطقة عفرين.

وأوردت وكالة "أنباء الأناضول" التركية شبه الرسمية أن فتاة (17 سنة) قتلت وأن مدنياً أصيب بجروح في مدينة الريحانية التركية جراء "اطلاق تنظيم +بي واي دي+ و+بي كي كي" قذيفتين صاروخيتين من منطقة عفرين، في اشارة الى حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي تعتبره أنقرة امتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني".


ماكرون 

ويكرر مسؤولون أتراك استمرار الهجوم على عفرين الى حين تحقيق أهدافه، وقت تدعو الاحزاب الكردية المجتمع الدولي والقوات السورية الى "ممارسة الضغط بكل الوسائل المتاحة" لوقف الهجوم التركي.

وقال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مقال نشرته صحيفة "الفيغارو" في موقعها الالكتروني :"اذا اتضح ان هذه العملية ستتخذ منحى آخر غير التصدي لتهديد ارهابي محتمل على الحدود التركية، وتبين انها اجتياح، عندها ستكون لدينا مشكلة فعلية معها".


بوتين واردوغان 

وغداة مؤتمر سوتشي للحوار الوطني السوري في منتجع سوتشي الروسي، أعرب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان عن "ارتياحهما" الى نتائج مؤتمر سوتشي للسلام في سوريا.

وقال الكرملين في بيان: "ان رئيسي الدولتين اعربا عن ارتياحهما الى نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي في 30 كانون الثاني". واستضافت روسيا الثلثاء مؤتمرا للسلام في سوريا سعياً الى التوصل الى السلام ، لكن المؤتمر انتهى من دون تسجيل اختراق يذكر بعد مقاطعة فصائل معارضة وإعلان وفود اخرى عدم مشاركتها في اللحظة الاخيرة.

غير ان المبعوث الاممي الخاص الى سوريا ستافان دو ميستورا قال إن الوفود اتفقت على تشكيل لجنة لمناقشة دستور ما بعد الحرب.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم