الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما حقيقة دعم "الاخوان المسلمين" لسامي عنان؟

المصدر: "النهار"
القاهرة-ياسر خليل
ما حقيقة دعم "الاخوان المسلمين" لسامي عنان؟
ما حقيقة دعم "الاخوان المسلمين" لسامي عنان؟
A+ A-

ورجح كفة تلك الاتهامات لدى قطاعات من الرأي العام المصري، أن المرشح الرئاسي و"الإخوان المسلمين"، تبادلا ما وصفه محللون بـ"غزل سياسي". وفور الإعلان الذي حمل إشارات اعتبرها البعض موجهة للجماعة، بدأ "الإخوان المسلمون" في استخدام آلتهم الإعلامية، وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي للاعراب عن الدعم والتأييد للمرشح الذي يرون فيه الشخص الأقدر على منافسة الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن ترشحه قبل عنان بساعات قليلة.   

شكل العلاقة

ولفهم العلاقة الملتبسة بين الفريق سامي عنان و"الإخوان المسلمين" يقول أكرم الألفي، المحلل السياسي لـ"النهار": "يجب النظر إلى خلفيات المشهد: الإخوان حاليا وصلوا إلى مرحلة التعايش مع الهزيمة، إنهم يرون أن هناك إمكانية للعودة مجددا إلى موقعهم في المشهد السياسي لما قبل 25 كانون الثاني 2011، وكانوا يبحثون عن مرشح رئاسي يمكنه أن ينقلهم إلى هذا الموقع مجددا، وقد وجدوا أن المرشح المناسب حاليا هو عنان، وهذا الدعم لا يشكل علاقة عضوية، ولكنه محاولة لإعادة الجماعة للحياة مجددا إلى عامي 2009، 2010، وإعادة تنظيم الجماعة من الداخل".

وأضاف أن "الجزء الثاني من المشهد يتعلق بالفريق سامي عنان نفسه. هو يدرك تماماً أن المساحة المتاحة له للمناورة مع الرئيس السيسي هي (شباب 25 يناير)، أو قل نخبتهم على الأقل، وكذلك كتلة الإسلام السياسي، وهو يدرك أيضا أن للطرفين جمهوراً معادياً للسيسي، والنظام السياسي الحالي، وكان اختياره لشخصيتين معروفتين بقربهما من الجماعتين (في منصب نائب الرئيس)، الأول هو المستشار هشام جنينة، رئيس (جهاز المركزي للمحاسبات) السابق، و قد تلقى (الإخوان المسلمون) اختيار جنينة بشكل إيجابي، وكأن الرسالة قد وصلتها بأن عنان يمد جسورا للتواصل ويستدعيهم للانتخابات".



وفي تقديري الألفي ومعلوماته أيضاً، فإنه لم يحدث اتصال مباشر بين عنان والجماعة. ومن جهتها بعث "الاخوان" برسالة غير مباشرة من خلال يوسف ندا، المفوض السابق للعلاقات الدولية في (الإخوان المسلمين)، بأن لديهم شروط لدعم ترشيحه".

وكان القيادي الإخواني وجه رسالة مفتوحة قال إنها "شخصية" ولا تمثل جماعته، ووضع 6 محددات لدعم عنان، وهي: "عودة الجيش لخدمة الشعب وحمايته وحماية الدولة، وإعادة الاعتبار لنتائج الانتخابات والطلب من رئيسها المنتخب محمد مرسي التنازل لصالح الأمة، وتطهير القضاء، وإلغاء الأحكام المسيسة التي حكمت في عهده (أي الرئيس السيسي)، والإفراج عن المعتقلين وتعويضهم، وتطهير الشرطة، وإعادة النظر في القرارات المتعلقة بثروة مصر وحدودها".

ويرى الألفي أن "الوضع الحالي يعتمد على الرسائل المبطنة، لا على التحالف، ويمكن أن نسميها جس نبض متبادلاً خصوصاً أن عنان ليس مرشحاً رسميا حتى اللحظة". ويضيف: "وبالنسبة لنخبة شباب (25 يناير) فقد غازلهم بترشيح الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة".

وقد أعلنت مبادرة "الفريق الرئاسي" التي يتزعمها الدكتور عصام حجي، عالم الفضاء بوكالة "ناسا" الأميركية، والتي تحسب على نخبة "25 يناير"، تراجعها عن موقفها الداعي لمقاطعة الانتخابات الرئاسة، بعد ترشح عنان.

التأثير الانتخابي

ويقول أحمد بان، الباحث المتخصص في شؤون جماعات الإسلام السياسي لـ"النهار": "الكلام عن تحالف الفريق عنان مع جماعة الإخوان المسلمين، غير دقيق، نتذكر أن من أقال عنان هو الرئيس الإخواني محمد مرسي، وعداء الإخوان له عداء راسخ، ربما لا يقل عن عدائهم للرئيس السيسي، ولكن هذا لا يعني أنهم لن يدعموا أي مرشح ضد السيسي. هناك دعم يدفعه منطق العداء. لكن اعتبار عنان مرشح الجماعة، ينطوي على مبالغات".

ويشير بان إلى أن "الحديث عن قرار إخواني واحد هو كلام غير دقيق أيضا، واقعيا، نحن نتحدث عن أكثر من تنظيم، الجماعة تفككت (بعد الإطاحة بمرسي في 30 حزيران 2013)".

ويؤكد الباحث المتخصص في الإسلام السياسي: "أن أي مرشح له تأثير في الانتخابات سيحصل على رضى الجماعة التي تحدد موقفها النهائي منه حين يعلن بشكل واضح عن تعهدات لصالحها، وعن علاقة الدولة بها إذا ما تولى السلطة".

وحول الوزن الانتخابي الذي يمكن أن تضيفه الجماعة للمرشح الرئاسي المحتمل، يقول: "كانت الكتلة التصويتية (للإخوان المسلمين) في أعلى حالاتها في 2012، ومع هذا لم تتجاوز حاجز 5 ملايين صوت، ونحن تتحدث عن 55 إلى 60 مليون صوت انتخابي في مصر. وحاليا، الجماعة لم تعد تمتلك هذه الكتلة (5 مليون صوت)، ولا القدرة على تحريك ماكينة انتخابية تحشد نصف هذا العدد الآن".

الباب مفتوح

وعلى الرغم من نفي الدكتور حازم حسني، المتحدث الرسمي باسم حملة عنان الانتخابية، وجود اتصالات بين المرشح الرئاسي المحتمل، والجماعة، وإنكاره بناء أي تحالفات سرية مع أي طرف، واعتباره أن تلك الاتهامات تعد تشويها للمرشح الرئاسي المحتمل، إلا أنه قال في تصريحات نسبها موقع "مصراوي" إليه: "إن دعم الإخوان لا يزعجنا، وهم أحرار في انتخاب من يريدونه، وأي مواطن مصري له الحق في انتخاب من يريد، والحملة وضعت خطابا شفافا في التعامل مع الجميع".

ويعد هذا أوضح ما قاله مقربون من الفريق عنان بشأن علاقته بالجماعة، إلا أن تلك التصريحات التي جاءت في إطار رفض الشروط التي طرحها ندا، لم تغلق الباب تماما أمام فرضيات بالتعاون بين عنان والجماعة، خاصة في ظل الضعف الذي يعانيه حزبه "مصر العروبة الديمقراطي"، وعدم قدرته على الفوز بمقعد برلماني واحد في الانتخابات البرلمانية السابقة، وافتقاد المرشح الرئاسي لتكتلات سياسية وانتخابية تستطيع أن تدعم موقفه في مواجهة الرئيس السيسي الذي تسانده غالبية كاسحة من النواب في البرلمان المصري قد تتجاوز 90% من النواب، وكافة الأحزاب السياسية الفاعلة على الساحة، وكذلك وسائل الإعلام المحلية الأوسع انتشارا وتأثيرا في الرأي العام، يضاف إلى ذلك دعم هائل في دوائر رجال الأعمال المصريين.



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم