"صفحة جديدة للبنان" انطلقت من بعبدا... ثلاثية بول أبي راشد وأجود العياش وألفت السبع
ربما هي اول شبه لائحة تعلن في دائرة لها اكثر من خصوصية، وسيكون لها اكثر من معركة وعنوان، وسط اصوات ستتوزّع مذهبيا وسياسيا لترسم صورة سياسية في قلب المتن الجنوبي.
ليس غريبا على أبي راشد التعاطي مع الشأن العام، وليس جديدا عليه مواجهة العراقيل او الحواجز، فرئيس "الحركة البيئية اللبنانية" لطالما اصطدم بالمشاريع غير البيئية للسلطة السياسية والصفقات، من مسألتَي مطمرَي الناعمة والكوستابرافا، الى جريمة قطع الاشجار وردم البحر وغيرها الكثير. هو الآتي من هذه الخلفية البيئية، يريد ان يبرز نمطا جديدا من العمل داخل البرلمان. يقول لـ"النهار": "من خلال عناوين عريضة، نخوض الاستحقاق الانتخابي، وهي عناوين التنمية المستدامة. اذ ضمن هذه الفكرة، ثمة محاور كثيرة، كتطوير الاقتصاد، تحقيق المساواة، العمل على الحد من الفقر وتأمين لقمة العيش، الى جانب العدالة الاجتماعية من خلال السماح للفئات المهمشة بتأمين حقوقها".
ويعتبر ان "الطبقة السياسية الخام الموجودة اليوم في مجلس النواب لا تعبّر عن هواجس الناس. نحن نطمح الى تجسيد المبادىء التي تحاكي هموم اللبنانيين، كي نكون العين الساهرة على الحكومة والسلطة".
الاهم، وفق ابي راشد، "اننا نأتي من الناس، من قلب المشاكل والوجع، ونحن نسعى الى استكمال لائحتنا من الناس الذين يشبهوننا فنلتقي في الاهداف والعناوين ذاتها".
تنطلق نواة لائحة "صفحة جديدة للبنان" من قرف الناس وابتعادهم عن الاحزاب التقليدية، وما يعطيهم دفعاً هو انه سبق لهم ان واجهوا السلطة، "من دون اي حصانة"، فقط ليقولوا لها انها اخطأت.
ربما تذكر غالبية اللبنانيين وجه الناشط البيئي أجود العياش، حين واجه عنصرا من قوى الامن الداخلي في احدى التظاهرات الساخنة في قلب العاصمة، وضمن الحراك المدني، قائلا له: "انا قد بيّك. عيب عليك تضربني. يلّلي عم يجوّعك عم يجوّعني كمان (...)". فما كان من العنصر الامني الى ان رفع قبعته، محدقاً بعيني العياش، فبادله الاخير بقبلة على جبينه.
هكذا كان العياش لا يترك حراكا إلا ويكون في صفوفه الامامية. من اقفال مطمر الناعمة الى شوارع وسط بيروت. واليوم، يطمح ابن بعورته (عاليه) الى دخول الندوة البرلمانية ليكون صوتا مختلفا داخلها. في بعبدا، يترشح وهو المدرك لمشاكل القضاء كما لهموم كل لبناني. يعلّق ابي راشد: "صحيح اننا نترشح في بعبدا، لكن برنامجنا سيكون على صعيد الوطن ككل".
اما ألفت السبع، فهي ناشطة حقوقية و"بنت" الضاحية الجنوبية، وسبق لها ان ترشحت للانتخابات البلدية وخسرت بنسبة قليلة، وهي تهتم بشق العدالة الاجتماعية. اضف الى كونها تضفي على اللائحة وجها نسائيا، فهي تأتي من خبرة حقوقية، وقدمت ترشيحها عام 2014 لخوض الاستحقاق، الا ان التمديد يومذاك قضى على الاستحقاق للمرة الثالثة.
اليوم، تقدم لائحة "صفحة جديدة للبنان" نموذجا لجزء من المجتمع المدني الذي يعترض ويفعل ويتحرك. ويرى ابي راشد ان "ثمة حظوظا للفوز. نحن، ومنذ 30 عاما، نخوض امتحانا تلو آخر. اليوم، الامتحان بات عند الناس وفي صندوق الاقتراع. الامتحان عندهم، وليس عندنا. نحن لا اموال لدينا ولا اجهزة، بل تجربتنا مدى اعوام تشكل زوّادتنا الاساسية".
غالبا ما يحكى عن الصوت الشيعي في دائرة بعبدا وتأثيره. انما للائحة "صفحة جديدة للبنان"، فان "هذا الصوت هو تماما مثل الصوت الماروني والصوت الدرزي والصوت السني، وكثير من هذه الاصوات غير راضية على اداء احزابها التقليدية، ولا بد من اختيار نموذج مختلف".
ربما اهمية استحقاق الـ2018 انه يقدّم خيارا ثالثا. في الماضي القريب، كان الفرز على صعيد 8 اذار و14 اذار. اليوم، تبدّلت الخريطة السياسية، وبات امام الرأي العام اكثر من خيار. وهذا الامر يمكن ان يستفيد منه ناشطو المجتمع المدني، اذا عرفوا كيف يخوضون الامتحان!
manal.chaaya@annahar.com.lb
Twitter:@MChaaya