البعض يَستَغرب الفكرة: "عن جد؟"، والبعض الآخر يَعترض على السعر: "ولو! فينا نسافر على تركيا بهالمصاري! شو بدّي شوف يعني فوق لبنان؟". وثمة من يتفاعل بإيجابيّة مُطلقة مع نشاط، "إكتشف لبنان بالطائرة" (Discover Lebanon By Plane)، الذي يُنظّمه الزوجان سارة وفؤاد غيث ضمن لائحة مؤلّفة من 365 نشاطاً نستطيع من خلالها أن "نشمّ الهوا"، وأن نعيش "العمر عمرين"، والأهم أنها تُبعد عنّا شرّ الملل والرتابة القادرة على "إبادتنا" بحتميّة أكثر تأثيراً من سموم "النفايات الفكريّة" التي "تُزخرف" بعض أجزاء من مُجتمعنا الزاخر "بالدراما"!
نعم، مُجتمعنا "ما غيرو" الشاهِد على كثير من "النتعات" البطوليّة المُنمّقة لشخصيّات "طنّانة" تليق بالروايات الخُرافيّة!
سارة وفؤاد غيث وجدا أفضل السُبل وأكثرها ابتكاراً ليستمتع "ابن البلد" ببلده، فيختار من الأنشطة الـ365 ما يتوافق وميزانيّته...ولم لا نزواته في اللحظة!
Alaska Night، Paragliding، Atv، Ski، Archery، Caving، biking، ٍSwing Rappel، Escalading، Snow slide، Via Ferrata، River Crossing، Cliff Jumping...اللائحة طويلة وتُناسب كل اللحظات المُخصّصة للهو والمغامرة.
المهم ألا يشعر ابن البلد (ولم لا الزائر المُغترب) بالملل، والأكثر أهميّة أن يضطلع بدور السائح داخل البلد، فتتحوّل تالياً الأيام إلى مُغامرات تتخطّى سجن المسؤوليّات المُتراكمة.
وللأشخاص الذين يُريدون أن يضيفوا إلى يوميّاتهم القليل من الفرح ولكن "الحالة تعبانة يا ليلى"، تقدم سارة وفؤاد عشرات الأنشطة بسعر مدروس تُقام في مجدل ترشيش (فوق الزعرور) وتحديداً في أرض شاسعة استأجراها لـ10 أعوام.
سارة وفؤاد يملكان وكالة سفر، وإنطلقت فكرة السفر داخل لبنان، منذ 7 سنوات، ذات يوم كسر فيه الملل الرقم القياسي! وكان لا بدّ للشابة من أن تجد مُختلف الوسائل للترفيه عن عائلتها في عطلة نهاية الأسبوع.
وما بدأ كوسيلة للهرب من الموت البطيء الذي يتجسّد بالملل، سُرعان ما لاقى رواجاً عند الأصدقاء الذين صاروا يستشيرون سارة وفؤاد حول مختلف الأماكن التي يستطيعون من خلالها أن يمضوا ساعات قليلة "يشموّا فيها شويّة هوا" مع العائلة.
واليوم، أمست مسألة طبيعيّة أن يختار بعض الأصدقاء أن يعيشوا أجواء "ألاسكا" في لبنان، فيبنون أكواخ الإسكيمو التي تتخّذ شكل القبّة (Igloo)، وينامون لاحقاً في داخلها...ولكن ليس قبل أن "يدبكوا" و"يعيشوها" حتى آخر رمق.
كما هي "شي عادي" أن يحتسي 23 ثنائياً كأساً من النبيذ عند أعلى قمّة في عيون السيمان بعد الوصول إليها على "السكيدو".
وأيضاً أن يطلب أحد الشبان يد حبيبته بعد القفز معها من المظلّة، وأن تكون "الزفّة" في إنتظارهما "على الأرض"..."أنتوا بس نقّوا وإختاروا!".
ودعوا سارة وفؤاد يُحقّقان أحلامكم التي يُمكن أن تتخذ أكثر من صورة وأكثر من فكرة.
أنا شخصيّاً، سأقوم بنزهة قريباً في الطائرة الصغيرة المُخصّصة للرحلات داخل البلد (الروشة، جونية، شكا، الأرز...)، وسأقوم بـ "جلسة تصوير" في المطار (وهي خدمة أخرى يقدمها سارة وفؤاد) لأحمّل بعدها الصور في "الفايسبوك" وأحصد مئات اللايكات. كما سأدعو شقيقتي (التي إقتربت من "الخمسينات" وهي تخشى أن تسلبها حب الحياة)، نزهة في المنطاد!
نعم، المنطاد، "ما حدن إلو معي".
هي فرصة لندعو المغامرة إلى حياتنا. أكيد أنا أحلم بزيارة بلدان أوروبيّة عريقة، ولكنني لا أجد أي مشكلة في أن أبدأ "رحلتي مع السفر" داخل البلد.
"وببقى بعدان بنطّ ع تركيا"!
Hanadi.dairi@annahar.com.lb
_ يمكن التواصل مع سارة وفؤاد عبر Leb Advisor .