الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إطلاق الحملة الوطنية للتوعية على التشوهات الخلقية الفموية ... "حتى ما يبقى حدا بلا ابتسامة"

"النهار"
إطلاق الحملة الوطنية للتوعية على التشوهات الخلقية الفموية ... "حتى ما يبقى حدا بلا ابتسامة"
إطلاق الحملة الوطنية للتوعية على التشوهات الخلقية الفموية ... "حتى ما يبقى حدا بلا ابتسامة"
A+ A-

أطلق نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة العامة غسان حاصباني الحملة الوطنية للتوعية على التشوهات الخلقية الفموية والمعروفة بالشفة الأرنبية.
ورأى حاصباني في كلمة له ان مشكلة "التشوهات الخلقية الفموية" تتمثل بعيب خلقي يتكون في مرحلة تكوين الجنين وهو في أحشاء أمه، وهذا العيب هو التشوهات الخلقية التي تصيب الفم وسقف الحلق، وله تداعيات جدية على نمو الطفل في مجالات التغذية والتنفس والنطق والسمع والإندماج في المجتمع وتاليا فإن التداعيات إقتصادية واجتماعية وإنسانية تصيب المجتمع ككل."  

وأورد الوزير حاصباني بعض الإحصاءات الموجودة لدى وزارة الصحة العامة من الشبكة الوطنية للمعلومات حول الولادة وما بعدها. وهي تظهر أن 10 % من حالات التشوه الخلقي عند الأطفال هي للشفة المشقوقة، و 28 % من هذه الحالات بسبب عدم إستعمال حمض الفوليك خلال فترة الحمل وهذه مسؤولية تقع على الوالدة والطبيب المعالج، و 37 % بسبب زواج القربى وهذه مسؤولية تقع على المجتمع، كما أن للتدخين تأثيرًا كبيرًا على هذا العيب الخلقي وهذه مسؤولية تقع على جميع المدخنين ولا سيما الأمهات الحوامل، بالإضافة الى أمراض أخرى التي ممكن أن تصيب الجنين.

نسب ورأقام

واشار وزير الصحة العامة إلى أن " إمكانات العلاج متاحة وكذلك إعادة التأهيل من خلال توفير عملية بسيطة لتصحيح هذا العيب الخلقي. نحن سعداء أن نتشارك جميعاً في إطلاق حملة التوعية. ان إنشاء الجمعية المتخصصة غلوبال سمايل للشرق الاوسط وشمال افريقيا والتي هي فريدة من نوعها في لبنان والمنطقة أمر بالغ الأهمية، ويعطي الأمل الجدي في مواجهة هذه المشكلة الصحية علاجاً وتأهيلاً نفسياً واجتماعياً للمصاب بالشفة المشقوقة.

ولفت حاصباني إلى أن الوزارة وفرت الدعم للعمليات الجراحية خلال السنوات الأخيرة على الشكل الآتي:

- عام 2015 تمّ تأمين التغطية لـ 16 عملية.

- عام 2016 لـ 23 عملية

- عام 2017 لـ 14 عملية


وذلك في أكثر من 20 مستشفى في لبنان 6 منها مستشفيات حكومية، وبكلفة وسطية للعملية الواحدة تبلغ حوالي 2,200,000 ليرة لبنانية فقط. وتمنى الوزير حاصباني أن يكون هناك إقبال أكبر على هذه العمليات لأن عدد المصابين بهذا التشوه الخلقي كبير. 

وأكد حاصباني "استعداد وزارة الصحة لتطوير إمكاناتها وتغطية اكبر عدد ممكن من العمليات الجراحية على نفقتها، مشددًا على أهمية الدور المتعاظم للتوعية الصحية التي هي عماد أي نظام صحي متكامل، فضلا عن ضرورة التركيز على الاكتشاف المبكر للأمراض والتدخل لعلاجها باسرع وقت ممكن. "

بدورها إعتبرت سفيرة حملة التوعية على التشوهات الخلقية كليمانس أشقر أن "أي أم لا تقبل أن يعاني طفلها سيكولوجيا من نظرة سلبية أو من عزلة اجتماعية بسبب مشكلة من الممكن معالجتها". وقالت: "أنا ببساطة كأم لا أقبل بهذا الأمر لابني ولعائلتي ولذلك سأسعى بكل جهدي في خلال هذه السنة كي تتم الإضاءة أكثر على هذا الموضوع المهم بهدف إعطاء أمل أكبر لعائلاتنا وضحكة أحلى لأطفالنا".

من جهته، أوضح الدكتور أبو ستا "أن التشوه الخلقي الفموي هو عبارة عن تشوه خلقي في الوجه والفم وهو من أكثر التشوهات الخلقية شيوعًا. يحدث هذا التشوه الخلقي للجنين قبل ولادته ما بين الأسبوعين الخامس والتاسع من شهور الحمل عندما يبدأ الوجه والشفة العلوية بالنمو، وفي أكثر الأحيان يرافق ما يعرف بالشفة الأرنبية "شق الحنك". يتم تشخيصها بالموجات الصوتية قبل الحمل وبالحالات الواضحة والفحوصات بعد الولادة. ان نسبة حدوث هذا التشوه الخلقي الفموي هي حالة من بين 600-700 طفل يولد يوميًا."

تدخل طبي سريع

 وشدد الدكتور أبو ستا على أن طرق المعالجة تكمن بالعمل الجراحي على عدة مراحل بحسب درجة التشوه الخلقي. وتجري العملية الأولى للشفة المشقوقة على عمر ثلاثة أشهر وعند بلوغ وزن الطفل خمسة كيلغرامات، وتجري العملية الأولى لسقف الحلق المشقوق على عمر تسعة أشهر. وقال إن الطفل الذي لديه سقف الحلق المشقوق يعاني عادة من ارتجاع السوائل أو المأكولات من أنفه وهو بحاجة إلى المتابعة مع اختصاصيي النطق عندما يبدأ باللفظ. كما أن الطفل الذي لديه شق في اللثة بحاجة إلى المتابعة مع اختصاصيي تقويم الأسنان.

في حين أكد رئيس جمعية Global Smile Foundation رمزي الحافظ أن "الجمعية أجرت في السنة الأولى لتأسيسها في العام 2014 ثلاث عمليات، وفي السنة التالية 15 عملية، وفي السنة الثالثة 100 عملية. والآن باتت جمعية Global Smile Foundation تتلقى مئات الطلبات لهذه العمليات. "

وقال الحافظ إن هذا الأمر يكشف "أن عدد المصابين بالتشوهات الخلقية الفموية كبير في لبنان إلا أن الحالات كانت مخبأة في المنازل والغرف، فيما المطلوب أن تتم معالجتها. ان هذا التشوه ليس جماليا فقط بل فيه تشوه ميكانيكي بالفم ويؤدي إلى تشوه غذائي لأن الطعام يخرج من الفم وتضطر الأم إلى البقاء بجانب ابنها والتوقف عن العمل. كما أن التشوه إجتماعي وإنساني وحله بسيط يتطلب بعض المال والمعلومات لإطلاع المجتمع بأن هذه المشكلة غير مستعصية. "

بدوره، رأى رئيس قسم الجراحة في المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور جمال حب الله ان "منطقتنا معرضة لهذه الحالات بنسبة ليست بضئيلة تقارب 1-2 بالألف من كل ولادة. هناك طرقا للمعالجة، تتطلب وجود فريق طبي وخبير من تخصصات عدة".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم