الحدث الإيراني لن يقف عند حدود طهران

بمقدار ما فاخر مسؤولون ايرانيون كبار في اوقات سابقة بأن ايران مؤثرة ونافذة في عواصم عربية عدة بينها العراق وسوريا ولبنان واليمن، وصولا الى غزة، فإن الحدث الذي تمثله التظاهرات الايرانية التي سعى النظام الحاكم الى الالتفاف عليها من خلال مناهضتها بتظاهرات مضادة موالية له، لا يعدّ حدثا ايرانيا بحتا او شأنا داخليا. إذ إن مفاعيله ومترتباته يفترض ان تصل الى كل هذه العواصم التي سعت ايران الى ضمها الى دائرة نفوذها اولا، من زاوية ان كل التفاخر السابق أسقطه واقع بديهي يتمثل بأن لا مظلة فوق رأس أي حكم او نظام، خصوصا ان المفاخرة الايرانية اخفت دوما واقعا داخليا كان ضيقا وصعبا حتى قبل توقيع الاتفاق النووي، الذي بحسب مصادر ديبلوماسية عليمة كان اهدارا في غير مكانه للاموال والقوى الايرانية ونزفا لمواردها اكثر منه تحقيقا لهدف امتلاك القدرة النووية، وان دولا عدة كانت تملك ارقاما دقيقة عن الوضع الايراني مخالفة لما كان يشاع على هذا الصعيد. وواقع المفاخرة هذا قد يكون أصيب بنكسة قوية باعتبار أنه من عوامل المكابرة والاستعلاء الايرانيين، فيما الدول العربية تترنح على وقع ضربات داخلية مختلفة، وايران تستفيد من الفراغ الذي يحصل من أجل تعميم نفوذها. وثمة عاملان آخران أحدهما يتصل باستنكار توزيع ايران المساعدات المالية على تنظيمات...