السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الاحتجاجات تطاول المراكز الأمنية في إيران وخامنئي يتهم "أعداء الثورة"

الاحتجاجات تطاول المراكز الأمنية في إيران وخامنئي يتهم "أعداء الثورة"
الاحتجاجات تطاول المراكز الأمنية في إيران وخامنئي يتهم "أعداء الثورة"
A+ A-


قتل تسعة أشخاص آخرين ليل الاثنين في وسط إيران حيث حاول متظاهرون مهاجمة مركز للشرطة، في أعمال عنف على ارتباط بالتظاهرات غير المسبوقة منذ 2009 احتجاجاً على الحكومة والضائقة الاقتصادية. 

في حصيلة إجمالية، قتل 21 شخصاً بينهم 16 متظاهراً منذ أن انطلقت التظاهرات الخميس في مشهد بشمال شرق البلاد، ثانية كبرى مدن إيران، قبل أن تنتشر سريعاً وتمتد إلى أنحاء البلاد.

وتركزت الاحتجاجات بصورة رئيسية في المدن الصغيرة والمتوسطة، إلا أن 450 شخصاً أوقفوا في طهران منذ السبت.

وتوعد الرئيس حسن روحاني بأن "أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب"، لكنه أكد في المقابل عزم الحكومة على "تسوية مشاكل المواطنين"، ولا سيما منها موضوع البطالة التي تطاول 12 في المئة من الشعب العامل. ونشرت السلطات قوى أمن إضافية للتصدي لحركة الاحتجاج التي لا يبدو أنها تتبع تنظيماً معيناً أو تقودها جهة معينة.

وبث التلفزيون الإيراني الرسمي أن ستة متظاهرين قتلوا في مواجهات مع قوى الأمن فيما كانوا يحاولون مهاجمة مركز للشرطة في مدينة قهدريجان بمحافظة أصفهان. وفي خميني شهر بهذه المحافظة، قتل فتى في الـ11 من العمر وأصيب والده بجروح بنيران متظاهرين لدى مرورهما قرب تجمع. كما قتل أحد أفراد الحرس الثوري الإيراني وأصيب آخر برصاص أطلق من سلاح صيد في كهريز سانغ بوسط البلاد.

وكانت السلطات أعلنت الاثنين مقتل شرطي برصاص اطلق من سلاح صيد في نجف اباد. وتحدث التلفزيون الرسمي عن توقيف مئة شخص مساء الاثنين في محافظة أصفهان. وفي طهران، حاول عدد ضئيل من المتظاهرين التجمع ليلاً في حي الجامعة بوسط العاصمة.

وقال نائب محافظ طهران علي أصغر ناصر بخت لوكالة "إيلنا" العمالية القريبة من الإصلاحيين: "أوقف مئتا شخص السبت و150 الأحد ونحو مئة الاثنين".

وحذر نائب قائد قاعدة ثار الله التابعة للحرس الثوري المكلفة الأمن في العاصمة البريغادير اسماعيل كوثري: "لن نسمح في أي من الأحوال أن يستمر انعدام الامن في طهران... واذا استمر الأمر، فسوف يتخذ المسؤولون قرارات لوضع حد له".

وقال رئيس المحكمة الثورية في طهران موسى غضنفر أبادي في تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم": "مع كل يوم جديد تزداد جريمة الموقوفين خطورة وتشتد عقوبتهم. لم نعد نعتبرهم محتجين يطالبون بحقوقهم بل أشخاصاً يستهدفون النظام".

وتتهم السلطات "مثيري شغب" مسلحين باختراق المتظاهرين. وأشار عدد من القادة بأصابع الاتهام إلى عناصر "معادية للثورة" مقيمين في الخارج.

واتهم مساعد القائد العام للحرس الثوري البريغادير رسول سنائي راد حركة "مجاهدين خلق" المعارضة ومجموعات مؤيدة لعودة الملكية متمركزة في الخارج بـ"الوقوف خلف هذه الأحداث".

وقال إن "المنافقين (تسمية الزعماء الإيرانيين لحركة "مجاهديم خلق") كلفهم آل سعود وبعض الدول الأوروبية اشاعة عدم الاستقرار في البلاد". وعلى رغم ذلك، أبدى نائب وزير الداخلية الإيراني حسين ذو الفقاري تفاؤله بقرب انتهاء التحرك.

وقال:"في معظم مناطق البلاد، يتعاون الناس مع القوات المكلفة الحفاظ على الأمن والنظام"، مؤكدا أن "الاضطرابات في بعض المواقع ستنتهي بشكل سريع جداً".

وفي أول تعليق له على التظاهرات، اتهم مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي "أعداء" إيران بالتآمر على الجمهورية الاسلامية. وقال في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي: "في أحداث الأيام الأخيرة، اتحد الأعداء مستخدمين وسائلهم، المال والأسلحة والسياسة وأجهزة الأمن، لإثارة مشكلات للنظام الإسلامي". وحذّر من أن "العدو يترصد على الدوام فرصة وثغرة للتغلغل وتسديد ضربة الى الأمة الإيرانية". وهي أكبر تجمعات ضد الحكومة تشهدها إيران منذ حركة الاحتجاج على إعادة انتخاب الرئيس السابق المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد عام 2009.

أعيد انتخاب روحاني لولاية ثانية في أيار الماضي. وقد ساهم في خروج إيران من عزلتها مع رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها بسبب برنامجها النووي. وعقد الإيرانيون آمالاً كبيرة على أن يؤدي الاتفاق التاريخي مع الدول الكبرى على الملف النووي إلى انتعاش اقتصادي، لكن ثمار هذا الاتفاق لم تظهر بعد.


سجال أميركي - ايراني

وأشاد الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالمتظاهرين في ايران الذين قال إنهم يتحركون ضد نظام طهران "الوحشي والفاسد".

وكتب في تغريدة بموقع "تويتر": "شعب ايران يتحرك أخيراً ضد النظام الايراني الوحشي والفاسد". وأضاف: "كل تلك الاموال التي أعطاهم اياها الرئيس اوباما بحماقة ذهبت الى الارهاب وداخل +جيوبهم+. القليل من الطعام لدى الناس الكثير من التضخم وانعدام حقوق الانسان. الولايات المتحدة تراقب".

وأمس اعتبر أن "زمن التغيير" حان في ايران وأن الشعب الايراني "متعطش" الى الحرية.

وردّ الرئيس الايراني عليه بأنه "لا يحق" للرئيس الأميركي التعاطف مع المحتجين الإيرانيين بعدما "وصف قبل بضعة أشهر الأمة الإيرانية بأنها إرهابية". وقال: "هذا الرجل الذي يقف بكليته ضد الأمة الإيرانية لا يحق له أن يشفق على شعب إيران".


ردود فعل

وأصدرت وزارة الخارجية التركية بياناً جاء فيه ان "تركيا قلقة من الأنباء عن ان التظاهرات في ايران... تتمدد وتوقع قتلى، وأيضاً من الأضرار التي لحقت ببعض المباني الحكومية"، داعية "الى تغليب المنطق لمنع أي تصعيد".

وأعربت دمشق عن ثقتها الكاملة بأن حليفتها طهران ستتمكن من إفشال "المؤامرة" التي تتعرض لها، مشددة على "أهمية احترام سيادة ايران وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

ودعا الاتحاد الأوروبي الاثنين إلى "ضمان الحق في التظاهر السلمي وحرية التعبير في ايران".

كما دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الى السماح بـ"حرية التعبير والتظاهر السلمي"، مشدداً على أهمية حصول "نقاش هادف" في شأن مطالب المتظاهرين.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم