السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

النصوص الفائزة في "مسابقة صحافي العام 2017"

Bookmark
النصوص الفائزة في "مسابقة صحافي العام 2017"
النصوص الفائزة في "مسابقة صحافي العام 2017"
A+ A-
الوطنُ ينتظر الخلاص... فكن أنت المخلّص فخامة الرّئيس ميشال عون المحترم،وددتُ وأنا أكتب هذه الرسالة، ان أقتحم في مخيّلتي قصر الرئاسة في بعبدا، الذي أطلقت عليهِ إسم "بيت الشعب"، وحوّلته الى بيتٍ تبني فيه آمال اللّبنانيين كلّهم، وأحلامهُم وتطلّعاتِهم. فمن هذه التّسمية تعاظم في قلبي إحساسٌ بالبنوّة، لأبٍ طالما افتقدناهُ في وطننا اليتيم. لا أظنّك يا فخامة الرئّيس، وأنا أحملُ إزميل خيالي، وأنحتُ أحلامي، إلاّ سامعاً مصغياً، متعاطفاً تعاطُف الوالدِ الغيورِ على مصالح أولادِهِ، وقد سمِعْت لمن هم أصغر مني سنّاً، وما أعرفُه عن شخصِك الكريم، أن المواطنين كلّهم في هذا الوطنِ هم جزءٌ من همِّك واهتمامِك. ها أنا الآن، أكتبُ رسالتي على ضوءِ قنديلٍ صغيرٍ، ورثتْهُ أمّي عن أمّها، ليحكي لي في القرنِ الحادي والعشرين قصص أجدادنا الراحلين، وقد تراقص نورُهُ على وقعِ الدّهشةِ: ألمْ تسكبِ النور على العالم يدٌ لبنانيّةٌ موغّلةٌ في الأصالةِ والعلمِ، هي يدُ العالِمِ الكبيرِ حسن كامل الصبّاح؟ أيجدرُ بنا بعد مرورِ ما يقربُ من ثمانين عاماً على رحيلهِ، أن يُضيء الكون بضيائنا، ونحنُ غارقون في ظلمةٍ لا نعرفُ لها سبباً؟ أنا يا والدي لا أنتمي الى أسرةٍ ميسورة الحال، قادرة على تأمين البدائلِ من الطاقةِ، فيما أولويّاتُنا هي الطعامُ، والشرابُ، والعلمُ. إنّي من أسرةٍ تعشقُ العلم وتوليهِ الاهميّة على ما عداهُ، وتعتبرُ ان مدرستي وكِتابي، أولى من طعامي وشرابي. لكن تحصيل العلم يحتاجُ الى بيئةٍ مُساعدةٍ على مسؤوليّاتِ التفوّقِ، وأُسرتي أُسرةٌ كادحةٌ، إذ يعملُ والدي صباحاً ومساءً، ليُوفّرُ لنا ما نحْتاجُهُ، غير أن وطننا لا يُعطي العامل مؤونة السؤالِ، وينأى بهِ عن شظفِ العيش.أليس منْ طلب العُلا سهِر اللّيالي؟ فأيُّ عُلا نرقبُهُ من ليالٍ أتجاذبُ فيها الضوء مع إخوتي حتى نتعب، ويُرْهِقُ كاهلنا البحثُ عن مُتنفّسِ هواءٍ بلا رائحةِ وقودٍ ونفاياتٍ، ويبحث فيه أبي عن مصدرِ دخلٍ جديدٍ في يومٍ لا تتجاوزُ ساعاتُهُ الأربع والعشرين، وعليه أن ينام رُبعها ليقوى على شحن قواه؟! نحنُ يا سيدي، نعيشُ في وطنٍ لا يحفظُ لنا أبسط حاجاتنا للعيش الكريم. فالكهرباءُ، والماءُ، يُعاقبُ عليهما تقنينٌ قاسٍ، والأمراضُ التي يفرضُها هذا الواقعُ، تطلُب منّا مبالغ خياليةً لتحصيلِ الدّواءِ والشّفاءِ، معاملاتِ الضمانِ الإجتماعيّ تزيدُ المريض مرضاً، والفقير ذلاً. نعم، بدأتُ بعرضِ بعضٍ من أوجاعِ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم