أنتم المواطنين الرهائن ارقصوا ولو على حبال الهواء

(إلى ابنتي غنوة) 

فكرة عبقرية وعادة جميلة أن تودعوا سنة وتستقبلوا سنة وأنتم ترقصون

في البيوت في المطاعم في الحانات في المخيمات في الشوارع وفي الساحات. برفقة آخرين اذا سنحت الفرصة. وحدكم اذا فاتتكم الفرصة هذه السنة.

وحده الرقص قادرٌ كحركة ان يستقبل وأن يودع في آن واحد. خطوة إلى الوراء نحو السنة المغادرة. خطوة إلى الامام نحو السنة المقبلة. وخطوة دائرية تعانق السنتين معا كرمز لحياة واحدة تستمر معنا بالثواني والدقائق والساعات.

"بالرقص بتترك حالك/ حتى ترجع تلاقي حالك/ أخف واحلى."

بالرقص تتصالح الروح مع الجسد فيستمع هو اليها وتستمع هي إليه. الموسيقى هي سر الوصل والوصال، تطلق الحركة، ترشدها، وتحتضنها، بلغة يبدو انها اللغة المشتركة بين الروح والجسد.

الحواس هنا جميعها مستنفرة، السمع والبصر، اللمس والشم. اما التذوق، وحتى ان لم تتبادلوا القبلات، فإنكم بالرقص تتذوقون طعم الفرح.

ارقصوا وافرجوا عن انفسكم بالجسد، بتفلته، بقفزاته، بنزقه، بولدناته. ربما تحوّل رقصكم تمرينا على كسر عاداتكم وتقاليدكم، بمتعة ولامبالاة.

ارقصوا، انتم المواطنين الرهائن، وكأنما قد اطلق سراحكم للتو، من قبضة القلق والفقر وعصابات السياسة.

ارقصوا ليلة رأس السنة، وطوال السنة، ولو على حبال الهواء.