الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بلطجة

سمير عطاالله
Bookmark
بلطجة
بلطجة
A+ A-
قسّم العام المنصرم نفسه قسمين، وبين رجلين، وليس بالضرورة بالتساوي. فالخطوط المستقيمة ليست شرطاً في السياسة، ولا الاستقامة. وعندما وضع النمسوي روبرت موزيل "الرجل الذي لا خصائل له" إنما كان يستعير من شواهد التاريخ. أنهى ثلاثة أجزاء والسرد لم ينته بعد. جزر مارشال. ميكرونيزيا. ناورو. بالاو. وتوغو. تلك هي الدول التي اقترعت الى جانب قرار دونالد ترامب القدس عاصمة اسرائيل. عندما فاز بالرئاسة في إحدى أغرب الحملات الانتخابية، لم ينل أي ولاية من ولايات "النخبة". راهن عليه اليمين الريفي، ولا يريد أن يخيب آمال الحالمين باميركا بيضاء من دون الوان وظلال أخرى.بدا ترامب خلال الحملة الانتخابية مثل جوزف ماكارثي آخر، أو مثل عنصري ألاباما في حرائق القرن الماضي. ولما فاز، قيل ان الرئاسة سوف تروضه وتقدم له صورة للعالم اكثر وضوحاً. جميع نخب أميركا في الصحف والجامعات والمعاهد لم تراهن على ذلك.يتمتع الرئيس في الديموقراطية الاميركية القائمة عل تراث الحزبين، وفي الديموقراطية الروسية القائمة على تراث القيصر، بالقوة نفسها، مع فارق سني العهد: ثمان في واشنطن مثل حلم يوسف الصديق، وأبدية في موسكو، مثل العادة. في عام واحد أقدم الفيل الاميركي والدب الروسي على تحطيم قاعة الخزف في وجه العالم: الأول شهر الفيتو، مزوّدوا دعم ناورو وتأييدهما، والثاني حوَّل مجلس الأمن مرمى فيتوات بشأن سوريا. الأول تجاهل مجموع دول مجلس الأمن، والثاني تجاهل مجموعها إلا قليلاً.كانت هذه سنةَ ازدراء خرافة الاسرة الدولية وما يتبع، من تعابير فارغة مثل حقوق الإنسان وغيرها. الغطرسة الاميركية في ذروتها، والغطرسة الروسية في نسختها الجديدة: يأتي فلاديمير ف...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم