السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"أبناء الثورة" في تونس ينتفضون رفضاً للتمييز في المدارس

المصدر: (و ص ف)
"أبناء الثورة" في تونس ينتفضون   رفضاً للتمييز في المدارس
"أبناء الثورة" في تونس ينتفضون رفضاً للتمييز في المدارس
A+ A-


تفرض الأنظمة الداخلية في أكثرية المدارس الثانوية التونسية على الفتيات حصراً من تلامذتها ارتداء مريلة فوق الملابس او ما يعرف بالميدعة، غير أن تلميذات قررن التمرد على هذا الواقع للمطالبة بإنهاء "التمييز" الممارس في حقهن. ففي أحد أيام ايلول الماضي في "المعهد النموذجي" في بنزرت، نهرت ناظرات في المدرسة تلميذات في الصف الثالث ثانوي لحملهن على الالتزام بهذا الشرط المنصوص عليه في النظام الداخلي الذي يوقع عليه التلامذة في أكثرية المدارس الثانوية في البلاد، تحت طائلة الطرد. وللمفارقة، أطلق هذا الانذار خلال حصة لمادة الفلسفة مخصصة لمسألة الجسد. وتروي إحدى التلميذات سوار تربوبي (18 عاما) لوكالة "فرانس برس"، أن الفتيات قررن التعبير عن غضبهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي بإزاء هذا "الظلم". وقد اتفقت المراهقات على القيام بتحرك جماعي منذ اليوم التالي "للقول كفى تمييزا"، ووصلت العشرات من بينهن إلى المدرسة باللباس الأبيض. حتى أن عدداً من التلامذة الفتيان تضامنوا مع هذه الخطوة. ولم تنبس الإدارة ببنت شفة في مواجهة هذه التعبئة التي أسفرت عن إطلاق حملة "مانيش لابستها". 

وقد بدأت بوادر هذه المنازلة منذ سنوات، إذ ان تلميذات كن يرتدن المدرسة باستمرار من دون ارتداء المريلة رغم خطر المعاقبة، وذلك بعدما ثارت ثائرتهن بسبب فرض هذا اللباس على الفتيات دون الفتيان في الصفوف الثانوية، فيما يُفرض في المقابل على التلامذة من الجنسين في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة.

وتقول رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات منية بن جميع، إن هذه الخطوة التمييزية في المدارس الثانوية تبعث برسالة سلبية للغاية مفادها أن جسد التلميذات يثير الاضطراب لدى رفاقهن في الدراسة. وتشدد على أن هذا الأمر يخالف الدستور الصادر عام 2014 والذي يؤكد المساواة بين الرجال والنساء. أما التلامذة الذين أطلقوا هذه الحملة فينددون بما يعتبرونه نفاقا معمماً. ويقول آدم القارصي البالغ من العمر 17 عاماً: "يعلموننا عن المساواة بين الجنسين في المدرسة لكن في الواقع هذا الأمر غير مطبق".

وتنتقد سوار الفكرة السائدة بأن المريلة وسيلة لإخفاء الفوارق الطبقية والاجتماعية بين التلامذة، قائلة إنها لو كانت حقا لإخفاء الفروق بين الأغنياء والفقراء فكان يجب أن يرتديها الفتيان والفتيات على السواء. وتشير فرح بن جمعة إلى أن فرض ارتداء المريلة على الفتيات في مرحلة البلوغ ليس أمرا عرضيا. تضيف: "لقد أتت ناظرة لرؤيتي قائلة "لا يمكن السماح بارتداء هذه السراويل الضيقة من دون مريلة، ثمة ملامح يجب اخفاؤها"، فيما قالت أخرى هذا الأمر يزعج الأساتذة الرجال".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم