السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الاحتجاجات السياسية والاجتماعية تطبع أعمال الفنانين الأتراك

المصدر: (ا ف ب)
A+ A-

ما زالت الحركة الاحتجاجية التي ضربت تركيا قبل اشهر تلهم الفنانين وتطبع المشهد الفني في البلاد، وطغت الاعمال ذات الطابع السياسي الراهن، على الدورة الثالثة عشرة لملتقى اسطنبول (بينالي) للفن المعاصر.


وكان الفنانون الاتراك من اوائل المشاركين في الاحتجاجات ضد حكومة "حزب العدالة والتنمية" ذات التوجه الاسلامي، والتي جرت خصوصا في ساحة تقسيم إذ كانت الحكومة تعتزم اقامة سوق تجاري يتطلب اقتلاع الاشجار فيا هذا الميدان. وتطورت الاحتجاجات الى انتقادات لاداء حكومة رجب طيب اردوغان في مجالات عدة، لا سيما الاجتماعية واتهامات من البعض بانها تعمل على "اسلمة البلاد".
وعلى مدى اسبوعين، تحولت حديقة جيزي، التي كانت شرارة انطلاق الاحتجاجات، الى ملتقى للاعمال الفنية، وللمعتصمين الصامتين، وللرسامين الذين راحوا يلونون جدران المدينة وسلالمها.
وعلى خلفية هذه الاعمال الفنية الاحتجاجية، يقيم ملتقى اسطنبول دورته الحالية حول موضوع "المساحات العامة وحرية التعبير".
ومن بين الفنانين الاتراك المعارضين المشاركين انجي افينر، وهي تدير ورشة تضم نحو ثلاثين طالبا يتدربون على حسن توظيف حركات اليد والاصوات للتعبير، لتكوين مشاهد تتمحور حول موضوع شجرة ميتة، في اشارة الى الاشجار المهددة في حديقة جيزي والبالغ عددها 600 شجرة.
وتقول: "بعد الاحداث التي شهدتها البلاد، اصبحت لدينا أسئلة جديدة حول معنى المساحة العامة".
وتضيف: "قررنا انشاء مساحة خاصة وحرة نستطيع فيها ان نختبر الانخراط في المجتمع".
في هذا المستودع البحري السابق، المطل على خليج البوسفور، تؤرخ الاعمال الفنية المنتشرة على الجدران والزوايا، على الاحداث السياسية التي عاشتها تركيا خلال الصيف الماضي، ويمكن ملاحظة عبارة مخطوطة على الحائط "التظاهرات تصنع التاريخ".
ومن الاعمال الغنائية التركية التي تندد بالمشاريع العمرانية للحكومة، الى رسوم الالماني كريستوف شافر حول دور الحديقة العامة في الحياة السياسية، يبدو ان الصوت الفني السائد في تركيا اليوم يلتصق بالقضايا السياسية والاجتماعية للبلاد.
وقد تلقف القيمون على الملتقى الفني (بينالي) هذا الجو، وقرروا اقامته في مكان مغلق بعيدا من المساحات العامة.
وتقول مديرة الملتقى بيجي اورير "بعد ما جرى في حديقة غيزي، ارتأينا انه من الافضل عدم التعاون مع السلطات، لذلك قررنا الانسحاب من المساحات العامة ومواصلة مناقشة اعمالنا الفنية في اماكن العرض".
وجذب هذا الموقف الكثيرين من الفنانين الاتراك. ويقول اوزجي جيليكاصلان الذي يدير ورشة للفنون البصرية تدعى "كوزا" (شرنقة) "كنا نعتقد ان الفن والالتزام السياسي والاجتماعي امران منفصلان، لكننا أدركنا بعد قضية حديقة غيزي انهما قابلان للاجتماع".
ولم يقتصر اثر هذه الاجواء الحماسية على الفنانين الاتراك بل تجاوز الحدود ليجذب فنانين من دول عدة.
ويبدو ان هذا الملتقى نال اهتمام الجمهور التركي، بغض النظر عما اذا كان هذا الاهتمام مرده الى القيمة الفنية البحتة او الى التصاق الاعمال الفنية بالواقع السياسي والاجتماعي، ووصل عدد زواره في عشرة ايام الى 110 الاف زائر.
وترى بيجي اورير ان المعرض "مرتبط جدا بالاحداث الجارية في تركيا، انه يثير موضوع التحول العمراني العنيف الذي يضرب اسطنبول، والذي يهدد هذا المبنى حيث يقام المعرض نفسه، على سبيل المثال".
ومن المرتقب ان يختفي هذا المستودع البحري حيث يقام المعرض في الفترة المقبلة تحت ضربات الجرافات ومعاول الهدم، ليقام مكانه مركز تجاري..

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم