السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الجارودي يطوي صفحة مضيئة في تاريخ الرياضي

المصدر: "النهار"
نمر جبر
الجارودي يطوي صفحة مضيئة في تاريخ الرياضي
الجارودي يطوي صفحة مضيئة في تاريخ الرياضي
A+ A-

تعب هشام الجارودي من رئاسة النادي الرياضي بيروت. هو الذي تحول على مر السنوات التي امضاها في رئاسة النادي علامة فارقة في كرة السلة اللبنانية ونجح في جعل النادي على صورته.  

قاده بلا تردد رغم الصعوبات، وسط هاجس وحيد هو أن عجلة النادي يجب ألا تتوقف عن الدوران. وغالبا ما تكفل بايجاد حلول للمشكلات المالية، فكان يتحمل في الكثير من المرات الاعباء من جيبه قبل ان يسترجع جزءا منها من الرعاة ابناء بيروت.

دخل الجارودي عالم الرياضة، للمرة الاولى، من باب النادي الرياضي ليكون رئيسه بدءا من عام 1991. واستمر في منصبه 26 عاما حتى استحق عن جدارة لقب "عميد رؤساء النوادي". وفي عهده دخلت السلة اللبنانية السجلات الآسيوية للمرة الاولى عام 1998 عندما حل فريقه ثالثا في بطولة آسيا للاندية الابطال، ففتح الطريق أمام فريق الحكمة للمشاركة في البطولة.


سيطرة فريق الحكمة على الالقاب لم تدفعه الى الهروب، بل شددت عزيمته، فوضع نصب عينيه تشكيل فريق قوي لحصد الالقاب وتحقيق الانجازات. لم ييأس، وظل يحاول حتى سنحت له فرصة تاريخية عام 2006 عندما تلقف قرار الرئيس السابق لنادي الشانفيل الراحل هنري شلهوب بالتخلي عن كرة السلة وعن الفريق الذي كان شكله بإدارة المدير الفني المدرب فؤاد ابو شقرا، فحقق الصفقة الاقوى والابرز والاغلى في تاريخ السلة اللبنانية.

انتقال فريق الشانفيل ومدربه الى فريق الرياضي كان بمثابة "ضربة معلم"، خصوصا انه تزامن مع انسحاب الرئيس التاريخي لنادي الحكمة بيروت وباني نهضة كرة السلة الراحل انطوان شويري من اللعبة، فتحول الرياضي الى "بعبع" كرة السلة اللبنانية وحصد الالقاب واحتكر منصات التتويج محليا وعربيا وقاريا.

ما حققه الجارودي مع النادي الرياضي بيروت لم يقتصر على إحراز البطولات، بل نجح في تحويل النادي الاصفر الى ممثل للوطن وجمهوره صورة مصغرة عن "الموزاييك اللبناني"، فلم يعد النادي البيروتي الذي يمثل قسما من العاصمة، او طائفة معينة، بل تحول ناديا لكل لبنان محسوبا على عائلة سلام تاريخيا، ومغطى بعباءة رعاية الرئيس سعد الحريري استكمالا لمسيرة والده الشهيد رفيق الحريري. لم يتردد الجارودي، رغم الارتباط الوثيق بعائلتي سلام والحريري، في المجاهرة بفصل الرياضة عن السياسة، ولطالما آمن بأن إبعاد كرة السلة عن السياسة يحصنها ويجنبها خضات هي في غنى عنها.

رغم الوعكة الصحية التي اصابته وتعرضه لفالج ونزف في الرأس، اصر الجارودي على المضي قدما في مهمته بالحفاظ على النادي وحمايته وضمان استمراريته، فخرج من "مرضه" أقوى ليؤكد ان الارادة اقوى من كل شيء، وليكون أقرب الى اللاعبين الذين يثقون به.

يفتخر بإنجاز "قاعة صائب سلام" في النادي عام 1992، وتوسيعها وادخال تعديلات عليها وبناء قاعة للزوار من العائلات البيروتية الكبرى، وتعزيز فريق السيدات ومضاعفة الاهتمام باكاديمية النادي لكرة السلة وفرق الفئات العمرية. ولم يتردد باعتبار انه كان محظوظا في مواكبة مرحلة انطوان شويري ونهضة كرة السلة اللبنانية".

استقال هشام الجارودي من منصبه بعدما احتفل السنة الماضية باليوبيل البرونزي في خدمة النادي الرياضي وكرة السلة، حاملا لقب "العميد" عن جدارة. وقد اختار الانسحاب والفريق مكلل بلقب بطولة آسيا للاندية الابطال، وطاويا 26 سنة من تاريخ مشع ومضيء للنادي الرياضي، تاريخ قد لا يتكرر بسهولة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم