الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مناوشات جوّيّة أميركيّة روسيّة فوق سوريا... كيف ستنتهي لعبة الدجاجة؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
مناوشات جوّيّة أميركيّة روسيّة فوق سوريا... كيف ستنتهي لعبة الدجاجة؟
مناوشات جوّيّة أميركيّة روسيّة فوق سوريا... كيف ستنتهي لعبة الدجاجة؟
A+ A-

يستمرّ التوتّر الأميركيّ الروسيّ فوق الأراضي السوريّة على الرّغم من الاتفاقات التي أجرتها #واشنطن و #موسكو وكان آخرها خلال قمّة "أبيك" في فيتنام حيث التقى الرئيسان #ترامب و #بوتين على هامش القمّة. وبالرّغم من أنّ الدولتين العظميين قد توصّلتا إلى اتفاق الشهر الماضي قضى بأن يكون حوالي 70 كيلومتراً من نهر الفرات هو الحدّ الفاصل بين المجالين البرّيوالجوّي لمنطقتي نفوذهما، إلّا أنّ الأحداث هناك تنبئ بأنّ الأمور لا تسير بالسلاسة المتوقّعة. 

وظهرت أخبار التوتّر بين الطرفينفي التاسع من الشهر الحاليّ، إذ قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إنّ مقاتلة أميركيّة من طراز "أف-22" منعت طائرة "سو-25" من شنّ مهمّة قتالية ضدّ داعش في ضواحي الميادين خلال 23 تشرين الثاني الماضي. وقد اتّبعت المقاتلة الأميركيّة أسلوب المناورات وإطلاق شرارات مضيئة بحسب كوناشينكوف الذي أكّد أنّ الأميركيّين كانوا يريدون عرقلة الروس في محاربة الإرهاب.



وظهرت "سو 35 أس"

أضاف أنّه مع ظهور مقاتلة "سو 35 أس" الفائقة القدرة على المناورة، توقّفت الطائرة الحربيّة الأميركيّة عن مناوراتها الخطرة منتقلة بسرعة إلى المجال الجوّي العراقي. وتشرح وكالة "سبوتنيك" أنّ بيان وزارة الدفاع جاء عقب ما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمس" في الثامن من هذا الشهر حول مخاوف قادة عسكريّين أميركيين من تصادم محتمل بين القوّتين الجوّيّتين بسبب الخرق الروسيّ كما يقول هؤلاء لاتفاق خفض التصعيد. وأشارت الصحيفة إلى أنّه في إحدى المرّات، كادت طائرتان أميركيّتان هجوميّتان من طراز "أي 10" تصطدمان ب "سو 24" كانت تحلّق على بعد أقلّ من 100 متر. وشبّهت الصحيفة تلك المسافة بأنّها ك "حافّة سكّين" لأنّ الطائرات كانت تحلّق بسرعة تفوق 500 كيلومتر في الساعة.

ومع ذلك، بقيت تفاصيل غامضة تلفّ الحادث الذي تكلّمت عنه وزارة الدفاع الروسيّة. فكما ربطت "سبوتنيك" بين البيان والتقرير في "نيويورك تايمس" كذلك ربط مسؤولون أميركيّون بين الواقعتين، لكن، ليشيروا إلى أنّ الحادث لم يحصل أساساً. ومن أبرز ما لفت النظر في هذا المجال هو تأخّر روسيا عن إعلان ما جرى شرق سوريا حوالي الأسبوعين.



لا شيء من هذا "على الإطلاق"

يوم الثلاثاء الماضي، قال مسؤول عسكريّ في القوّات الجوّيّة الأميركيّة لموقع "بيزنس إنسايدر" إنّه "من المثير للاهتمام كيف لم يرفع الروس الاتهامات غير المبنية على دليل حتى نشرت نيويورك تايمس علناً مسألة خطيرة حاول التحالف جاهداً أن يعالجها عبر خط فضّ الاشتباك". وتابع المسؤول تفسيره لما جرى مشيراً إلى أنّه لو دخلت"أف 22" فعلاًالمجال الجوي للروس، لطرح هؤلاء المسألة في اللحظة نفسها. وركّز على أنّ بيانات المكالمات الهاتفيّة التابعة للتحالف والمخصّصة لفضّ الاشتباك "لا تظهر أنّ حادثاً كهذا قد حصل على الإطلاق". وذكر الموقع نفسه أنّهحاول الاتصال عدّة مرّات بالسفارة الروسيّة في واشنطن ووزارة الدفاع الروسيّة للردّ على الأسئلة المرتبطة من دون تلقّي أيّ جواب.


"عشوائيّ وغير مهنيّ"

الكاتب دايفد شنشوتي من موقع "ذي افيايشنست" الأميركي المتخصّص بشؤون الطيران تلقّى ردّاً من القيادة المركزيّة الأميركيّة "سنتكوم" تنفي من خلاله الرواية الروسيّة بالاستناد إلى بيانات الثالث والعشرين من تشرين الثاني الماضي. وأضافت أن طيران التحالف لم يتخطّ حدود نهر الفرات مطلقاً من دون الاتصال مسبقاً بالروس من خلال خط حلّ النزاع، في حين أنّ الروس خرقوا هذا الحاجز "في تسع مرّات تقريباً" من دون إعلام الأميركيّين مسبقاً. ووصفت القيادة التصرّف الروسي بال "عشوائيّ وغير المهنيّ" كما أنّ أيّ ادّعاء حول كون التحالف في موقع حماية داعش أو عرقلة أيّ هجوم ضدّ داعش هو "خاطئ بالكامل".


أسئلة مشكّكة

وكان شنشوتي قد طرح مجموعة من الأسئلة التي تتعلّق بالخبر الروسيّ والتي تشكّك بطبيعتها بما أورده الروس في بيان المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسيّة. وأشار بداية إلى أنّه "من غير الواضح لماذا كانت أف 22 تحلّق وحدها" مرجّحاً وجود طائرة أخرى من نفس الطراز بالقرب منها. وسأل عن السبب الذي دفع طيّارها إلى إجراء مناورة خطرة بدلاً من الاتصال عبر الراديو. وتساءل أيضاً عن طائرات التحالف الأخرى وغياب أي أخبار عن مشاركتها في العمليّة. ثمّ تعجّب من قدرة "سو 35"المنطلقة من قاعدة حميميم على الوصول في الوقت المناسب من أجل طرد المقاتلة الأميركيّة.


13 كانون نسخة معكوسة عن 23 تشرين؟

لكن الرواية الروسيّة التي نفت "سنتكوم" حصولها في 23 تشرين الثاني، حصل ما يشبهها يوم الأربعاء الماضي بحسب الأميركيّين. فقد أعلن الناطق باسم القيادة المركزيّة للقوّات الجوّيّة الأميركيّة دانيال بيكارت أنّ مقاتلتين من طراز أف 22 آي رابتورز اعترضتا طائرتين حربيتين روسيّتين من طراز سو-25 أس اخترقتا المجال الجوّي للتحالف شرق نهر الفرات بالقرب من مدينة البوكمال السوريّة. وبحسب الناطق فقد حاول الطيّاران الأميركيّان "إقناع" الطيارين الروسيّين بمغادرة المجال عبر إطلاق شعلات مضيئة وعبر إجراء عدد من الاتصالات على قناة الطوارئ المخصّصة لخط فضّ النزاع. وحين عبرت "سو-35" النهر، "ظلّلتها عن قرب" إحدى طائرتي الأف 22، وقد دام الخرق حوالي 40 دقيقة. ونفت وزارة الدفاع الروسيّة يوم الخميس أنّها خرقت المجال الجوّي متّهمة المقاتلات الأميركيّة باختراق النطاق الروسيّ غرب النهر.


"مقدّمة للعبة الدجاج المخزية".

يبدو أنّ الأهمّ بالنسبة إلى #روسيا، تذكير الولايات المتّحدة، (كما في بيان كوناشينكوف مثلاً) بأنّ وجود قوّاتها في #سوريا مخالف للشرعيّة الدوليّة، بعكس الجنود الروس الموجودين بدعوة من الحكومة السوريّة. مايكل بيك من "ناشونال إنترست" رأى أنّه كان لافتاً للنظر كيف تحدّث الروس عن طرد "سو 35" ل "أف 22" وقد عنى ذلك بطريقة أخرى أنّ الأميركيّين رأوا مقاتلة الروس وهربوا. لكنّه يؤكّد أنّ ما حصل "لا يشبه الديبلوماسيّة أو فنّ الحكم. يشبه مقدّمة للعبة الدجاج المخزية". ولعبة الدجاج تقضي بأن يركض المتنافسان مباشرة باتّجاه بعضهما البعض فيخسر من يتفادى الاصطدام في اللحظة الأخيرة ويوصف بالجبان كالدجاجة. ويتابع بيك كاتباً:"إنّ أكثر نتيجة مشتركة هي خسارة الطرفين".













حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم