خوفك من علم الرياضيات يقودك للعبقرية

كثير منا لا يحب علم الرياضيات، ويراه علماً معقداً يجهد العقل، بل ويسعى لتجنب دراسته أيضاً سعياً لمزيد من الراحة الذهنية. ولكن هذا الخبر يزف لك بشرى سارة إذا كنت أنت أو أحد أطفالك واحداً من هؤلاء الطلاب الذين تخيفهم كسور الأرقام وتسبب لهم العمليات الحسابية وعلم المثلثات العديد من الكوابيس.

فبحسب ما ذكرت صحيفة "الإندببندنت" البريطانية، فإن خوفك من علم الرياضيات قد يكون إشارة إلى أن تكون في الواقع عبقرياً بصورة مخفية.  فعلى الرغم من أن امتلاك موهبة طبيعية في الرياضيات شيء رائع للغاية قد يجعل منك أسطورة، إلا أن الدراسات أثبتت أن الدوافع ربما تكون أقوى من الموهبة الفطرية.

حيث أوضحت الدراسة التي أجريت لقياس درجة الإنجاز في الرياضيات والتي تم تطبيقها على 3520 طالباً على مدى خمس سنوات، أن الدوافع وطريقة الدراسة والعمل الجاد أكثر أهمية من الاعتماد على الذكاء الطبيعي، فبالعمل الجاد والتدريب يُمكن أن تصبح عبقرياً في الرياضيات.

لذلك فقد يكون العديد من الأشخاص عباقرة في علم الرياضيات ولكنهم لم يعلموا بعد بسبب غياب الدوافع فقط. وتقول الأستاذة في جامعة زيورخ التقنية، إليزابيت ستيرن،  إن السبب وراء الدرجات السيئة بالرياضيات عادة ما يكون طرق التدريس غير الفعالة، إلا إذا كان الطالب يعاني ضعفاً بقدرات التعلُّم مثل الخلل في حساب الأرقام.

وتواصل أنه من الممكن أن يؤدي نظام التعليم إلى فشل الطلاب الذين يتمتعون بقدرات متفوقة في الرياضيات. وذلك لأنه لا يزال هناك نقص خطير في الفهم العلمي، حيث إن معظم الأطفال الأكثر ذكاء لا يستطيعون في كثير من الأحيان نقل أفكارهم أثناء حل المسائل التي تحل في الفصول الدراسية.

ولذلك، فإن سر التفوق في الرياضيات يكمن في الاستذكار والعمل الجاد، ذلك أكثر أهمية من العوامل الجينية. ومن البديهي أن الأطفال الذين بدأوا في دراسة الرياضيات في سنٍ أصغر يكونون أفضل في حل الاختبارات المدرسية الأولية.

وفي الوقت ذاته، يفترض الأطفال الذين لم يبدأوا في دراسة الرياضيات في سن مبكرة أنهم لن يستطيعوا حل المسائل، ويتعرضون لفقدان الثقة في قدراتهم على الحل والتركيز. ويُمكن أن يكون ذلك الاعتقاد حافزاً على المثابرة والعمل الجاد، وتالياً قد يصبح هؤلاء الطلّاب أكثر نجاحاً، حيث تؤكد أحدث الدراسات أن العمل الجاد أكثر أهمية من القدرة الطبيعية.