السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

تقدم روسي وانكفاء أميركي في شرق المتوسط

المصدر: واشنطن- "النهار"
هشام ملحم
هشام ملحم
Bookmark
تقدم روسي وانكفاء أميركي في شرق المتوسط
تقدم روسي وانكفاء أميركي في شرق المتوسط
A+ A-
قبل أيام زار الرئيس الروسي فلاديمير #بوتين في جولة انتصارية ثلاث دول في يوم واحد: سوريا، ومصر وتركيا. واظهرت التحولات السياسية والميدانية المحورية التي حدثت في السنتين الماضيتين ووضعت موسكو في موقع الدولة الخارجية الصاعدة في شرق المتوسط، والتي توسع نفوذها على حساب نفوذ الولايات المتحدة التقليدي، وبخاصة في دول مثل تركيا، وهي عضو في حلف الناتو، ومصر التي تعتمد منذ سبعينات القرن الماضي على المساعدات الاقتصادية والعسكرية الأميركية. جولة بوتين جاءت بعد ايام من اعلان الرئيس دونالد ترامب عن اعتراف بلاده الرسمي بالقدس عاصمة لاسرائيل، وهو القرار الذي احتجت عليه الدول العربية والاسلامية بما فيها تركيا ومصر. وخلال وجوده في مصر ناقش بوتين مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين والتي علقت بعد تفجير طائرة ركاب روسية فوق سيناء في 2015. كما ناقشا انجاز اتفاق نووي ضخم يقضي ببناء روسيا أول مفاعل نووي في مصر يمكن ان تصل قيمته الى 30 مليار دولار. وفي خطوة لافتة، ذكّرت بالنفوذ السوفياتي العسكري القديم في مصر، الذي انهاه بشكل قاطع الرئيس الراحل انور السادات في سبعينات القرن الماضي، ناقش الرئيسان ترتيبات تقضي باستخدام سلاح الجو الروسي للمنشآت الجوية المصرية. هذه التطورات التي لا تحظى برضى واشنطن، تبين الى أي مدى يزداد نفوذ موسكو في مصر، والى اي مدى ينحسر نفوذ واشنطن.وفي تركيا، كان لقاء بوتين بالرئيس رجب طيب اردوغان هو الثامن بينهما خلال هذه السنة. وكان مستقبل سوريا السياسي كما نقاشات البلدين في سياق ما يسمى بعملية أستانا في طليعة جدول الاعمال، اضافة الى الانتهاء من مناقشة تفاصيل صفقة عسكرية نوعية وتاريخية بين البلدين وتقضي بتزويد روسيا لتركيا بشبكة صواريخ أرض-جو متطورة من طراز S-400. وفي حال إبرام الاتفاق سوف تكون هذه الصفقة الاولى من نوعها بين روسيا وعضو في حلف الناتو. ويمكن ادراك مدى التقدم المذهل في العلاقات بين موسكو وانقرة على مختلف الاصعدة، حين مقارنة نتائج واجواء زيارة بوتين لتركيا قبل ايام، والازمة الخطيرة التي انفجرت بين البلدين قبل اقل من سنتين، وتحديدا في تشرين الثاني 2015 حين اسقطت طائرة حربية تركية من طراز اف-16 طائرة حربية روسية من طراز سوخوي-24 فوق الحدود التركية- السورية.  امتداد روسي في المتوسطويقول ستيفن هايدمان المحاضر في كلية سميث والمختص في الشؤون السورية، ان "جولة بوتين تهدف الى ترجمة الانجازات العسكرية الروسية في سوريا الى مكاسب سياسية، وتعزيز التعاون الروسي- التركي لفرض تسوية في سوريا في سياق تعاون البلدين مع ايران، ومحاولة اقناع الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي بتغطية مثل هذه التسوية ظاهريا بشرعية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم