الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الشباب المسيحيون ما بين "القرية الفولكلورية" و"القرية الإلكترونية" \r\nدوافع كثيرة إلى الهجرة الدائمة: لماذا البقاء في بلد غير قابل للتطور؟

غسان حجار
غسان حجار @ghassanhajjar
Bookmark
الشباب المسيحيون ما بين "القرية الفولكلورية" و"القرية الإلكترونية" \r\nدوافع كثيرة إلى الهجرة الدائمة: لماذا البقاء في بلد غير قابل للتطور؟
الشباب المسيحيون ما بين "القرية الفولكلورية" و"القرية الإلكترونية" \r\nدوافع كثيرة إلى الهجرة الدائمة: لماذا البقاء في بلد غير قابل للتطور؟
A+ A-
نشرت المؤسّسة اللبنانية للدراسات والنشر تقريراً واقعيّاً عن نظرة الشباب المسيحيّين إلى الواقع اللبناني. والتقرير الذي لم يعتمد ارقاماً دقيقة او مراجع علمية، انما يقارب الحقيقة بشكل كبير، وموجع، إذ أن الجيل الجديد من الشباب المسيحيّين الذي هَجَر لبنان بات يجد صعوبة في العودة إليه، للأسباب المذكورة في الدراسة ولأسباب أخرى لا علاقة لها بالزبائنيّة فقط، وهي الأسباب المشتركة مع مواطنيهم المسلمين، ولكن ايضاً لأسباب اخرى أبرزها الوضع المعيشي المرتبط بتراجع الفرص الحقيقيّة في الوظائف ذات البعد الذي يتخطّى حدود الوطن الصغير وخبرته المحدودة.  اكثر من دراسة مهمة سطّرت بعد الطائف لا تحاكي في العمق، هموم الجيل المسيحي اللبناني الجديد وحده رغم انها تركز عليه، انما هموم كل الشباب اللبناني، بغض النظر عن الدين والطائفة. هذه الدراسات موجودة لدى مؤسسات مسيحية مرموقة، لكن الغبار تراكم فوقها، وقد اعدها طلاب مسيحيون لبنانيون يتعلمون في جامعات الدول الغربية. وتطرح نظرة جيل مسيحي لبناني جديد يعيش لحظة العولمة في جامعات غربية، وايضاً تراجع الحضور المسيحي في لبنان، وذلك انطلاقاً من تسليطها الضوء على افكار ابرزها يمكن تلخيصه بسؤال: هل الهجرة نقمة أم نعمة؟"انها نعمة" تجيب بعض الدراسات بثقة. وتضيف بما معناه "كفى تصفون هجرة اللبنانيين المسيحيين الى الخارج بأنها لعنة وكارثة، وكفى ذرف دموع ورفع شعارات، ذلك أن الواقع كما يراه الجيل الجديد من الشباب المسيحيين اصبح في مكان آخر. فلبنان "القرية الفولكلورية" التي غنى لها الفنانون، وتشرق فيها شمس وتنبت فيها فواكه وشجر أرز، اصبحت مكاناً غير ملائم وخياراً غير مقنع لشريحة واسعة من الجيل الشاب المسيحي الجديد، وذلك قياساً بخيار الحياة في "القرية الالكترونية" العالمية. فالقرية الفولكلورية لا تضع امام الشاب اللبناني المسيحي، كما هي الحال في القرية الالكترونية فرص التطور بما لديه من كفايات وقدرات تعليمية، بل كل مستقبله في القرية الفولكلورية مرهون بموقعه داخل علاقاته الزبائنية بهذا الزعيم او ذاك وهذا الحزب او غيره. تشير الدراسة الى أن القرية الالكترونية تضم امتيازات مسيحيي لبنان الدائمة والتي لا تحتاج لقانون انتخاب يصوّت فيه المسيحي للمسيحي ولا لمناصفة غشّاشة (قد تتغير بفعل تبدّل التوازنات الديموغرافية)، ولا للتهديد بالحرب لبقاء السلم، فهناك توجد المساواة لنا ولهم، وتوجد فرص العمل بحسب الكفايات وليس وفق العدد، مع توافر الخدمة للجميع وفقاً للقانون الذي يتساوى الجميع امامه، ومن دون الحاجة الى "بطاقة واسطة" من الزعيم.ما يمكن استنتاجه من الدراسة هي أنها تطرح اسئلة جديدة تستغرب أن يتعجّب زعماء المسيحيين من عدم قبول الجيل المسيحي الجديد البقاء في القرية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم