اشترِك في نشرتنا الإخبارية
غاليري Les Plumes المُتأرجحة ما بين الواقع وسطح القمر!
لم يتمكّن الفرو المَهيب بإطلالته والاقتحاميّ بحضوره من أن يكون الحَدث هذا المساء، وكانت مُنافسته أكثر شراسةً منه!
وعَجزت الأجساد "المُتيقظة" و"المُشتعلة" و"الشاهِقة" بجمالها والمُعتدّة بإطلالتها والفتيّة برقصتها مع الحياة، من أن تكون "بَريق النظر".
أمّا دلال العارضات الرائعات الجمال، وتلك النَشوة المَرسومة على الوجوه النَضرة لإقتناعهن بقدرتهن على تقديم الفراء بأفضل صورة مُمكنة، فكان الزينة الخلفيّة لهذه الغاليري التي تُشبه إلى حدّ بعيد دور علويّ مُسرف في العصريّة، في أحد مباني #نيويورك التي تَدعوك إلى أن تَرقى إلى وجودها "الساحِق".
إنها أمسية أخرى في غاليري Les Plumes – Elsie Braidy، القائمة في الأشرفيّة، والذوّاقة مدعوّون لإمتاع النَظر بأجود أنواع الفرو، على صدى الأنغام الموسيقيّة التي تَسحر الأجساد وتفرض عليها التأرجح شمالاً ويميناً بما يُشبه الانخطاف.
الافتتان هو لغة التواصل، هذا المساء، والإغراء هو "لون" الأمسية ونجمها البارز. ولكن شيئاً ما في جمال هذه الغاليري المديدة التي تحتوي جدرانها على الأعمال الفنيّة المُستقبليّة الطلّة، والزاهية في ألوانها وأشكالها، يجعلها وحدها الحَدَث.
فهذه الفُسحة وضعت أناقتها الهادئة في تصرّف هاوي تجميع الأعمال الفنيّة والجامع "النَهم" والمُحترف في آن. وهي "تحضن" في غرفها اللوحات والمنحوتات والتجهيزات الفنيّة غير التقليديّة في "سياجها" والجامِحة في انسيابها من المُخيّلة إلى الواقع.
ويُمكن أن نزورها بحثاً عن المَعارض العابِرة تماماً كتلك الدائمة التي استقرّت في الزوايا وعلى الجدران. ويُمكن ان نَستمتع بـ"نزوات" عشرات الفنانين العالميّين في الوقت عينه، كما يُمكن أن نلتقي بهذا الفنّان أو ذاك، فنحتسي معه القهوة و"نستفزّه" بأسئلتنا الوجوديّة حول هذه المدرسة الفنيّة، وضربة فُرشاة رسمه التي "ترقص" على الكانفا ولِمَ لا في رواق المُخيّلة، كما يحلو لها.
في هذه الفُسحة الشاهدة على إبداع لا ينتمي حكراً إلى مدرسة فنيّة واحدة، "سنلتقي" بأعمال لفنانين لم يروّضوا جنونهم بحثاً عن الاستحسان: أرمان (فرنسا – الولايات المتحدة)، ألفونصو بورغي (إيطاليا)، برونو كاتالانول (فرنسا)، شارل فازينو (الولايات المتحدة)، أبيلاردو هيرنانديز (كوبا)، خيسوس كوريا بيريز (إسبانيا)، والرائع أمير حسين زانجاني (إيران)، وعشرات غيرهم.
المهم أن نرتدي ثوب الانفتاح، فلا نحصر أنفسنا داخل إطار فنّي مُعلّب، و"الباقي" يهتم به هؤلاء الرائعون الذين قفزوا من الواقع إلى سطح القمر ولِمَ لا المرّيخ، وقطفوا من أشجار الإبداع المزروعة هُناك، مشهيّات مرئيّة لا تُشبه الأيام بلونها الباهت.
