بوتين يقبض على الشرق الأوسط من بواباته السورية والمصرية والتركية

قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس بجولة مكوكية، شملت سوريا ومصر وتركيا، حيث التقى زعماء الدول الثلاث. وفي نهاية الجولة أعلنت موسكو بدء انسحاب القوات الروسية من سوريا مع الاحتفاظ بقاعدتين جوية وبحرية.  

واستهل بوتين جولته بسوريا، اذ زار صباحاً قاعدة حميميم الجوية الروسية وكان في استقباله هناك الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو وقائد مجموعة القوات الروسية في سوريا الجنرال سيرغي سوروفكين.

وأمر خلال الزيارة ببدء التحضير لسحب القوات الروسية من سوريا، موضحاً أن موسكو ستحتفظ بقاعدتيها الجوية في حميميم والبحرية في طرطوس، الى أجل غير مسمى.

وأكد كذلك استمرار عمل المركز الروسي للمصالحة السورية في حميميم، وهنأ العسكريين الروس بنجاح مهمة محاربة الإرهاب في سوريا وشكرهم على أداء الخدمة، علما أن هذه الزيارة الخاطفة هي الأولى له.

ولاحقاً نقلت وكالة الإعلام الروسية عن شويغو أن عناصر من القوة العسكرية الروسية في سوريا بدأت فعلاً تعدد إلى روسيا.

مصر

ومن مطار حميميم في اللاذقية، انطلقت طائرة الرئيس الروسي إلى مطار القاهرة، حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وناقشا بضعة ملفات في مقدمها العلاقات الثنائية والأزمتان في سوريا وليبيا، والاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وعلى هامش الزيارة وقع البلدان اتفاق مشروع "الضبعة" النووي في مصر، تمهيداً لمباشرة المشروع، وستتولى مؤسسة "روس آتوم" الروسية بناء المحطة النووية.

وأعلن وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف ضمن وفد بوتين، أن الرحلات الجوية المباشرة بين موسكو والقاهرة ستعاود في شباط 2018.

تركيا

ومساء انتقل الرئيس الروسي من مصر، الى تركيا، حيث كان في استقباله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وعقب المحادثات بين الزعيمين، صرح بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع اردوغان : "تبادلنا الآراء في الأجندة الدولية مع التركيز على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والتسوية الشرق الأوسطية والملف السوري".

وأشاد بالدور التركي في ما يتعلق بعملية التسوية والمصالحة الوطنية في سوريا، مؤكداً أن "علمية تحضيرية تجري لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في بداية السنة المقبلة وسيتطرق الى صياغة دستور جديد وتنظيم انتخابات في رعاية أممية".

وقال: "نأمل في تفعيل عملية التسوية في سوريا، في إطار جنيف وأستانا، ونحن مستمرون في العمل على الوقف الشامل للنار في سوريا".

وتحدث عن الاتفاق على "عقد الجولة الثامنة من المفاوضات حول سوريا في أستانا الأسبوع المقبل".

وعن قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، قال إن روسيا وتركيا متفقتان على أن قرار الولايات المتحدة يزعزع استقرار الوضع في الشرق الأوسط.

وأعرب عن أمل روسيا توقيع اتفاقات ائتمان لصناعة الدفاع مع تركيا في المستقبل القريب.

 وقال إردوغان إن مسؤولين من تركيا وروسيا سيجتمعون الأسبوع المقبل لوضع اللمسات الاخيرة على صفقة منظومة الدفاع الجوي الصاروخي "إس-400" لتركيا.

وأكد أن أنقرة وموسكو متفقتان في الرأي إزاء الإعلان الأميركي في شأن القدس وانه وبوتين سيواصلان الاتصالات في ما يتصل بهذه القضية.