تود هاينز: الإخراج هو أن تتجاهل كلّ ما أنت متمسّك به

في مهرجان كانّ السينمائي الأخير، عرض المخرج الأميركي الكبير تود هاينز فيلمه الأحدث، "وندرستراك"، في المسابقة الرسمية. يتوزع العمل على حقبتين زمنيتين، لسرد حكاية بن وروز. طفلان يحلمان بحياة مختلفة. بن يحلم بالأب الذي لم يعرفه يوماً، في حين روز المعزولة تعاني من الصم. هناك في الفيلم بعض ممّا صنع إسم هاينز، ولكن ثمة أيضاً أشياء يختبرها للمرة الأولى. "وندرستراك" تحيّة للسينما التي أهدى إليها هاينز حياته. في الآتي، مقابلة "النهار" مع مخرج "لستُ هناك" و"كارول". ■ لفتني ان "وندرستراك" مقتبس من رواية لبراين سلزنيك وهو مَن تولى عملية الاقتباس…- صحيح، هذه الأفلمة الأولى لإحدى روايات سلزنيك.■ من النادر ألا تعمل على سيناريو فيلم من اخراجك… - سبق ان حصل هذا مع "كارول"، بحيث حمل السيناريو توقيع فيليث ناجي، تدخلتُ فيه قليلاً لكن اسمي لم يرد في الجنريك. ■ هل أنت سعيد بالعمل على هذا النحو؟ - في الحقيقة، أدخل مرحلة جديدة من مسيرتي. أجدني أنفتح اليوم على مشاريع لستُ أنا مَن طوّرها أو بادر اليها بشكل كامل. حتى النصوص التي كتبتها، ما ان تتم أفلمتها حتى تتغاضى عن حقيقة انها نصوصك. بمعنى ما، ان تكون مخرجاً يعني ان تستمر في تجاهل كلّ ما أنت متمسّك به. عليك دائماً ان تتخطى المرحلة الأولى من المشروع، يجب ان تسلّم للمتوافر أمامك. هذا المتوافر سيتحوّل إلى مادة مصوّرة، ومنها تستخرج نصّاً فيلمياً. لذلك، يصعب أحياناً على المخرج التعامل مع نصّه أكثر من صعوبة التعامل مع نصوص الآخرين. ■ هل أنت مطلع على الأفلام الصامتة، أم انك تعمّقتَ فيها لمناسبة الفيلم؟- لا أدّعي انني خبير. لكن الفيلم شجّعني على إعادة مشاهدة حزمة كاملة من الأفلام الصامتة التي ظهرت في العشرينات. كان هذا شيئاً رائعاً. فاكتشفتُ أفلاماً لم أكن أعرفها سابقاً كـ"الحشد" لكينغ فيدور، الذي أصبح العثور على نسخة منه صعباً في هذه الأيام. انه قطعة...