الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جلال خوري (1934 - 2017) كان خيّاطاً مسرحياً ماهراً

عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
جلال خوري (1934 - 2017) كان خيّاطاً مسرحياً ماهراً
جلال خوري (1934 - 2017) كان خيّاطاً مسرحياً ماهراً
A+ A-
مات الخيّاط جلال خوري (1934 – 2017) في الليل، في أوله تقريباً. ولم تنفع في قلبه الذي فاجأه السكوت على غير موعد، كل محاولات الأطباء لاسترجاع نبضاته. لكن هذا المسرحي الكبير، السياسي الاجتماعي الإنسانوي الهزلي الشعبي، بالفرنسية والعربية، لم يشأ أن يسلّم الروح إلاّ بعد أن يستكمل جولته المتأنية الجريئة في القرى الأمامية، على طريقة جحا، معرّجاً على قانا، ليعود إلى عرينه البيروتي، مسرح الكذبة الجميلة الكبرى.  كان لا بدّ للخيّاط بالفطرة والوراثة والتدرب (أخذ المهنة عن أبيه الخيّاط المعروف في ذاك الزمن) من أن يخرج من عباءة "المركز الجامعي للدراسات المسرحية"، لتفتح له بيروت فضاءها المسرحي الجمّ، ومزاجها الثقافي، وهو أحد أركان الزهو الثقافي والمسرحي، الستيني والسبعيني البيروتي، ليختبر في العاصمة، ويجرّب، على طريقة المختبِرين والمجرِّبين، ما ينبغي للمسرح أن يتوصل إليه بعد طول تشبّعٍ من النظريات، وتأثرٍ بالمرجعيات المسرحية، واحتكاكٍ بالواقع المتشعب والمعقد.قلت إنه كان خيّاطاً ماهراً. وكان خيّاطاً تجريبياً في المسرح، سياسياً، انتقادياً، رافضاً، ومتمرداً....
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم