السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مهرجان تسالونيك يقاوم الأوضاع بالواقع الافتراضي وجمهور غفير

Bookmark
مهرجان تسالونيك يقاوم الأوضاع بالواقع الافتراضي وجمهور غفير
مهرجان تسالونيك يقاوم الأوضاع بالواقع الافتراضي وجمهور غفير
A+ A-
لا توجد بهجة تساوي المجيء إلى تسالونيك لحضور مهرجانها السنوي المستمر منذ 58 دورة. ذهبتُ إلى هذه المدينة قبل ست سنوات، يومذاك لم أكن أعرف عنها شيئاً، والآن آلف كلّ زاوية من زواياها، وكلّ زقاق من أزقتها الساحرة. تسالونيك لا تتغير بتاتاً خلال الأيام العشرة التي يستغرقها المهرجان الدولي (هناك أيضاً مهرجان دولي للفيلم الوثائقي في الشهر الثالث). هي ليست كانّ أو البندقية كي تتماهى مع الحدث. الناس هنا ينصرفون إلى أعمالهم وانشغالاتهم، والطلاب إلى مدارسهم، والسيّاح إلى مقاهيهم. ففي ساحة أرسطوتيلوس والشوارع المتفرعة منها، تتواصل الحياة بصخبها وفوضاها والطبيعة المتأصلة لدى اليونانيين التي تجعلهم يقاومون أزمات تعصف بهم منذ عقد من الزمن. المهرجان الذي نحن في صدد الحديث عنه هنا، عانى أيضاً أسوأ الظروف الاقتصادية التي مرت فيها البلاد (يدعمه اليوم الإتحاد الأوروبي بمبلغ 250 ألف أورو شرط ان يُعرض فيه عددٌ معين من الأفلام الأوروبية). الا انه على رغم هذه المعاناة، ظل ينعقد في موعده وحافط الفريق المنظم على أعلى درجات الاحترافية. وظلّ الجمهور يزحف إلى الصالات وظلت الحياة في المدينة لا تساوم على أولوياتها. هذه السنة، كانت معظم العروض ممتلئة، حدّ أنه كان من الصعب جداً على المُشارك في النصف الثاني من المهرجان ان يجد بطاقات لحضور الأفلام. نتخيل جيداً ما يعنيه لجمهور السينما ان يُمنح فرصة مشاهدة أفلام من فلسطين وروسيا وإيران وكولومبيا وشرق آسيا وإفريقيا. فما عدا صالة "أوليمبيوم" حيث الافتتاح والختام وعروض المسابقة الرسمية، قليلة هي الصالات التي تضع شاشاتها في خدمة السينما غير الأميركية. افتُتح المهرجان بـ"جسد وروح" للمخرجة المجرية إيلديكو أنييدي ("دبّ برلين" ٢٠١٧): فيلم يغرق في تفاصيل الطبيعة الآدمية المعقّدة. ولكن لا شيء هنا يتحوّل درساً أو خطاباً. المخرجة تطرح نفسها مراقِبة للأهواء البشرية، لا واعظة. يتمركز فيلمها على اللقاء بين روحين يتيمتين تعانيان "معوقات" معينة. إنهما كمَن يعيش رغماً عنه، ميتاً مع وقف التنفيذ! هو رجل ستّيني يعمل مديراً مالياً في مسلخ. هي موظفة شابة عُيِّنت حديثاً في المسلخ عينه. مهمتها المراقبة، وهي وظيفة سينمائية بامتياز. لا حدود لصرامتها وإلمامها بالتواريخ وغموضها وانطوائيتها المرضية. هذا كلّه...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم