الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الاستقلال في قرى بعلبك – الهرمل معمّد بتضحيات الجيش

المصدر: "النهار"
بعلبك- وسام اسماعيل
الاستقلال في قرى بعلبك – الهرمل معمّد بتضحيات الجيش
الاستقلال في قرى بعلبك – الهرمل معمّد بتضحيات الجيش
A+ A-

حلّ عيد استقلال لبنان الـ 74 وعمت الاحتفالات الأراضي اللبنانية كافة، غير أن لعيد الاستقلال هذه السنة نكهته الخاصة في محافظة بعلبك – الهرمل، وجاءت فرحة الاستقلال مختلفة امس لدى أهالي المحافظة، خصوصاً اهالي القرى الحدودية، حيث تزامن الاستقلال الرابع والسبعين مع انتصار معركة "فجر الجرود" التي خاضها الجيش اللبناني منذ أربعة أشهر للقضاء على الارهاب الذي هدد لبنان على اطراف القرى البقاعية الواقعة على طول السلسلة الشرقية لجباله، بدءاً من بلدات الهرمل، مروراً بالقاع ورأس بعلبك والفاكهة واللبوة وعرسال، ومن ثم نحلة وبعلبك وصولاً الى طفيل والكثير من تلك القرى، بمختلف اطيافها وطوائفها المتنوعة، وكانت جميعها دليلا جديداً على استقلال لبنان الجديد مع مشهد اندحار آخر عنصر من عناصر المسلحين الارهابيين الذين زرعوا رعباً وإرهابا لأعوام مخلفين وراءهم العديد من الضحايا الأبرياء.

الجيش اللبناني دحر الارهاب وهزمه، وأثبت للبنانيين عامة والبقاعيين خاصة مدى قوته وقدرته وعزمه على الدفاع عن كل شبر من أرض لبنان، ولا يزال حتى يومنا هذا جاهداً في نزع الألغام التي زرعها المسلحون طوال فترة وجودهم على الأراضي اللبنانية، لتكون الجرود آمنة باكملها.

في بلدة عرسال لهذا العام، كان لعيد الاستقلال حضوره الخاص. فالبلدة باتت امام واقع جديد رغم المعاناة التي شهدتها جراء ممارسات المسلحين، غير أنها باتت من الذكريات ونزل أمس معظم أهلها الى الطرق واحتفلوا على طريقتهم الخاصة بالعيد، حيث حملوا الاعلام اللبنانية وأعلام الجيش اللبناني ورقصوا على أنغام الأناشيد الوطنية، وعملوا على توزيع الاعلام والحلوى والورود على المارة وعلى عناصر الجيش اللبناني.

ابنة البلدة وعد الحجيري (احدى الناشطات من بلدة عرسال ومسؤولة النشاطات في جمعية انصار الوطن في بلدة عرسال) أكدت خلال توزيعها الأعلام اللبنانية على المارة أن الاستقلال له وقعه الخاص هذا العام على اهالي البلدة. وقالت: "الاستقلال اليوم استقلالان؛ الاول استقلال لبنان عام 1943، والثاني نعيشه اليوم في عامنا هذا 2017، حيت انه لأول مرة بعد مرور 5 اعوام على احتلال الجماعات الارهابية نحتفل بوجود الجيش اللبناني. وهنا لا يسعنا أن نصف فرحتنا، وحاجز المحبة الذي نقيمه اليوم وسط ساحة بلدة عرسال دلالة على ما نعيشه من تلك الفرحة اي فرحة الاستقلال وفرحة عودة بلدتنا الى احضان الوطن وفشل كل المخططات التي حيكت لبلدتنا هذه".

كذلك في بلدات اللبوة ورأس بعلبك والقاع، لم يكن المشهد مختلفاً، فقد نزل الاهالي الى الساحات ورفعوا الاعلام اللبنانية واعلام الجيش واقاموا حلقات الدبكة تعبيراً عن فرحتهم. وهذا المشهد كان غائبا خلال الاعوام الماضية حيث كان يتزامن مع الاستقلال غصة، إلا انها زالت بسواعد الجيش.

رئيس بلدية القاع بشير مطر رأى ان الاستقلال تزامن مع حدثين مهمين، إن كان بتحرير الجرود هذا العام ومعركة الجيش لتحرير الجرود وهو اكبر قرار استقلالي من الدولة وتثبيتها الحدود بالدم وانتشار المواقع العسكرية على طول الحدود. وأما المشهد الثاني وهو الموعد المرتقب لافتتاح معبر القاع جوسيه وبالخطوة الجريئة التي اتخذها اللواء عباس ابراهيم وهي خطوة سيادية بنقل المعبر الحالي من القاع الى آخر نقطة حدودية أي الى مسافة 11 كيلومتراً على امل ان يكون هذا القرار فاتحة لمساعدة البلدية لتبسط سيطرتها على كامل ارضها وضبط القانون على أراضيها واحترام الخصوصية من قبل كل الناس خصوصا بالمياه والارض ليكون زمن الاستقلال كاملاً. اضاف: "القاع لا تزال حتى يومنا هذا رافعة للعلم اللبناني، وفي كل منزل هناك بدلة للجيش، ونأمل في عيد الاستقلال، بما ان القاع بوابة لبنان، أن تنظر الدولة الى مطالبنا والنظر الى مشاكل انمائية عدة نعانيها وأهمها مشكلة الكهرباء ومعاناتنا من ضعف الفولتاج والزيادة بالمحولات، وضبط السرقات والتعديات خاصة مع وجود النازحين وما يزيدونه من معاناة الكهرباء، كما والهرمل التي تواجه معنا المشكلة عينها".

وشهدت المنطقة مبادرة خاصة ومميزة لجمعية "safe side" تحت عنوان "انت بتجمعنا ينعاد على الجميع"، فقد رفعت الجمعية عند مدخل مدينة بعلبك اعلى سارية للعلم اللبناني في البقاع بمشاركة شخصيات المدينة مقابل تمثال خليل مطران وقلعة بعلبك الاثرية مرفرفاً في الهواء حيث لم يمنع الطقس العاصف من مشاركة الجميع.

رئيس الجمعية حسين زين ياغي اكد ان المبادرة اتت لتأكيد حق المنطقة لنيل استقلالها من الحرمان والفقر وظاهرة الرصاص العشوائي الذي ذهب ضحيته اكثر من شخص في المدينة وبلداتها، والتأكيد ان بعلبك موجودة على خريطة الوطن وتحت جناح الدولة، كما انها رسالة لوسائل الاعلام ان تبتعد عن نقل الاخبار السيئة عن المدينة والمنطقة والتركيز على اخبارها الجيدة خصوصاً الثقافية منها.





حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم