الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الحدث الحريري: لبنان يتنفس مع الحشود الزرقاء

المصدر: "النهار"
الحدث الحريري: لبنان يتنفس مع الحشود الزرقاء
الحدث الحريري: لبنان يتنفس مع الحشود الزرقاء
A+ A-

مع ان الاعلام الزرقاء التي رفرفت فوق الحشود التي ضاق بها بيت الوسط ومنطقة وادي ابو جميل دللت بوضوح على ان " تيار المستقبل" اراد اطلاق الرسالة الحاسمة حيال صعود زعامة رئيسه الى ذروة غير مسبوقة فان تلك الحشود بدت كانها تعكس أوسع التفاف لبناني بالرئيس سعد الحريري لم يقتصر على تياره فقط . بضعة دلالات وخلاصات جوهرية أفضى اليها يوم الحريري الماراثوني الذي خطف الأنظار وشكل النجم غير المنازع على نجوميته في يوم الذكرى ال74 للاستقلال اللبناني تتلخص بالأتي:  

اولا : بدا في شكل واضح ان رئيس الوزراء المعلق استقالته استجابة لطلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يحمل ضمنا معطيات دولية واقليمية وعربية وضعت حدا حاسما لكل المخاوف التي اثارتها أزمة استقالته بظروفها المعروفة وان الرئيس عون ان كان تشدد في طلبه التريث من الرئيس الحريري فلأنه ايضا ادرك ان التمسك بالحريري رئيسا للوزراء لا يقف عليه بل هو موضع تقاطع إرادات خارجية ايضا .

ثانيا : التريث في الاستقالة سيكون امام مهلة ضمنية ولو لم يحدد لقاء عون والحريري اي مهلة حصرية . اذ ان رئيس الجمهورية سيخلص في الساعات الثماني والاربعين المقبلة الى ما وعد به الحريري من بلورة لشكل التحرك الذي سيقوم به سواء باحياء الحوار بين القيادات السياسية او بأسلوب أخر لكن على اساس موضوع جوهري حصرا هو ترجمة الالتزامات الصارمة الحاسمة بالنأي بالنفس عن الصراعات الاقليمية . لم يلمح الحريري صراحة الى هذا المعطى لكنه سيبقى الامر الموضوع على الطاولة لبت الاتجاهات السياسية حياله والتي يبدو ان ثمة ملامح مرنة في شأنها لفت اليها الحريري عقب زيارته مساء الى عين التينة .

ثالثا : تثبت الساعات التي اعقبت اعلان الرئيس الحريري من قصر بعبدا استجابته لطلب الرئيس عون بالتريث في تقديم استقالته بان حدثا جديدا بدأ امس وهو يحمل ملامح انقلاب تام على الفترة التي امتدت منذ 4 تشرين الثاني حتى البارحة . ذلك ان مستوى التلقف الإيجابي اللبناني العام لخطوة الحريري بدا شاملا بما جعل البلاد تتنفس الصعداء للمرة الاولى منذ نشؤ الازمة . وتؤكد الاوساط المعنية بالواقع المالي والأسواق المالية بان اليوم سيفتح على واقع انفراجي معاكس لما شهدته الفترة الاخيرة من ايام الازمة بما يعني تراجع الطلب على تحويل الليرة الى الدولار وانحسار موجة الضغوط الكبيرة . اما من الناحية السياسية والشعبية فان الحشود " المستقبلية " في بيت الوسط فضلا عن التعاطف اللبناني الاعم مع عودة الحريري وموقفه من التريث في الاستقالة عكسا امرين مترابطين : الاول ان زعامة الحريري دللت على صعود وزخم جديدين ربما الى مستوى قياسي. والثاني ان الحريري رئيسا للحكومة تكرس حاجة ثابتة لا جدل حيالها والا دخلت البلاد المجهول . والكرة الان في المقام الاول في ملعب رئيس الجمهورية و"حزب الله" لان النأي بالنفس بات العنوان الحصري لتسوية معدلة لن يستقيم الانفراج الحاصل طويلا اذا لم يثبت كعنوان وفعل والتزام.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم