الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هيك منستقلّ

المصدر: "النهار"
هيك منستقلّ
هيك منستقلّ
A+ A-

بكرا بيكون يوم الثلثاء 22 تشرين الثاني. المناسبة الذكرى الـ 73 لعيد الاستقلال. ألف مبروك للبنان استقلالو. بقول من كلّ قلبي إنّي رح ضلّ أشعر بالاعتزاز بها الذكرى، رغم كلّ التجارب المرّة السابقة، وكلّ أسباب الإحباط واليأس اللي مسيطرة عَ المواطنين.

السؤال الكبير الكبير، اللي بيطرحوه الناس العاديين متلي، وبيطرحوه كلّ الشباب اللي عم يهاجرو تَ يبحثوا عن شغل ببلاد برّا، كيف ممكن يصير البلد عندو استقلال فعلي، وما يضطر حدا من اللبنانيي يهاجر تَ يطلّع مصاري، أو يسأل هوّي وباقي هون، عن لقمة خبز تَ يطعم اولادو، أو يوقف عَ باب شي زعيم هوّي وراسو مكسور وكرامتو بالأرض.

هيدا هوّي السؤال – التحدّي. الجواب الوحيد المقنع عنّو، لازم يكون عند العهد الجديد، وعند الحكومة، اللي شفنا الطبقة السياسيّة كلّها كيف عم تتقاتل تَ تشارك أحزابها وزعاماتها وطوايفها ومذاهبها بحفلة قالب الكاتو، أو قالب الجبنة.

معقول يضلّ الشغل بالشأن العامّ حفلة أكل، وتقاسم حصص؟ عيب. والله العظيم عيب، وميّة عيب! إذا كنّا رح نضلّ هيك، كيف ممكن ينجح العهد الجديد، ويحقّق طموحاتو بالتغيير والإصلاح، و"من أوّل دخولو شمعة عَ طولو"، وشايف حالو مضطر يساير كلّ الأطراف عَ حساب الأفكار والأحلام إللي بيأمن فيها؟

عَ سيرة عيد الاستقلال: كيف ممكن نستقل عن جدّ، إذا كنّا عم نضلّ نألّف حكومة بها الطريقة، ونوزّع الحقايب الوزاريّة مش عَ أساس الاختصاص والكفاية و... النزاهة، إنّما عَ أساس كيف ممكن الطايفة الفلانيّة تضلّ محافظة عَ حقيبتها السياديّة، أو حقيبتها الخدماتيّة؟! يا عيني عَ الاختصاص والكفاية والنزاهة! ويا عين عيني عَ السياديّة والخدماتيّة!

على كلّ حال، مش لازم نكتفي بالحكي، وبالتنظير. يعني: لازم يكون عنّا أفكار عمليّة تَ نساهم بمشروع إقامة الدولة الحديثة.

يمكن تكون هلّق تألفت الحكومة. يمكن لأ. مش هون الموضوع. الموضوع عَ المدى البعيد، إنّو في كتير ناس قادرين يعملو فرق، وعندهن حقّ يكونوا بمراكز المسؤولية. ليش؟ لأنّهن بيملكو تاريخ نْضيف في العمل العام، ولأنهن أصحاب أفكار ومشاريع، لازم تلاقي طريقها للتنفيذ. عم قول ها الشي مش كرمالهن. كرمال لبنان الدولة، لبنان الاستقلال، وأيضاً كرمال العهد الجديد، اللي حاطط براسو – حسب قَولو – يعمل فرق كبير بالممارسة السياسية.

بعرف تماماً إنّو العهد مش قادر يطلع من تيابو، ولا يتخلّى عن الطبقة السياسية. هيدا واضح. بس الامتحان الحقيقي للعهد إنّو يعمل فرق. وإنّو يحقّق الاستقلال الحقيقي. هيدا هوّي التحدي! كيف؟!

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم