تفاهم عون - الحريري يُنهي الأزمة وإلّا دخل لبنان في خطر المجهول...

إلى متى يظل لبنان ساحة مفتوحة لصراعات المحاور القريبة منها والبعيدة ويدفع ثمن هذه الصراعات غالياً من استقلاله وسيادته وحرية قراره، وحتى من اقتصاده وماليته أيضاً، ولا يتفق القادة على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم ومذاهبهم على إغلاق هذه الساحة بسياج الحياد؟ فالفرصة اليوم سانحة أكثر من أي وقت مضى ليأخذ الرئيس ميشال عون المبادرة فيكرّس تحييد لبنان باضافة نص الى مقدمة الدستور لجعله ملزماً. لقد انقسم اللبنانيون في الماضي حول الانتداب الفرنسي والحصول على الاستقلال من جرّاء صراع النفوذ بين بريطانيا وفرنسا. وانقسموا بين مَنْ هم مع المحور الناصري ومَنْ هم ضدّه فكانت أحداث 58.وانقسموا بين مَنْ هم مع السلاح الفلسطيني في لبنان ومَنْ هم ضدّه فكانت حرب الـ 75. وانقسموا حول بقاء القوات السورية في لبنان بعدما تجاوز بقاؤها المدة المحددة لها في "اتفاق الطائف" فكانت المواجهة السياسية الحادة بين تكتّلين: تكتل 8 آذار وتكتل 14 آذار. وتخلّلت هذه المواجهة سلسلة اغتيالات لخيرة رجال لبنان وعلى رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الى أن كانت "ثورة الأرز"...