الأحد - 19 أيار 2024

إعلان

8 آذار: ننتظر عودة "الحريري الحقيقي"

المصدر: "النهار"
مجد بو مجاهد
مجد بو مجاهد
8 آذار: ننتظر عودة "الحريري الحقيقي"
8 آذار: ننتظر عودة "الحريري الحقيقي"
A+ A-

لعلّ اتخاذ كلّ من "حزب الله" وحركة "أمل" ومعهما "التيار الوطني الحر" قرار عدم التعليق على كلّ ما يصدر عن الرئيس سعد الحريري من مواقف سياسية عقب اعلانه استقالته من المملكة العربية السعودية ومكوثه فيها منذ الرابع من تشرين الثاني الجاري، يأتي من منطلق ان هذه الأحزاب السياسية المنضوية سابقاً في اطار محور الثامن من آذار، تنظر الى ما يقوله الحريري على انه يساوي صفراً من حيث قيمته القانونية. ومرد ذلك الى "تعرّض الحريري لضغوطٍ هائلة تهدد سلامة عائلته، ما لم يلبّ الشروط التي فرضت عليه، وهي معلوماتٌ مؤكدة اوروبيا"، وفق ما يقول مصدر مطلع مقرب من "حزب الله" وعلى معرفة وثيقة بالتنسيق القائم بين الأحزاب الثلاثة للخروج بموقفٍ واحدٍ موحد.  

ويزيد على هذا الرأي، ما يقوله عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب ياسين جابر لـ"النهار": "الحمدلله، الحريري في باريس بخير وسلامة، ونحن سعداء بأنه أضحى حرا في تنقلاته وحركته، وعلينا ترقب عودته لنتكلم ونعي الموقف الذي سيتخذه، وبناءً على ذلك يبنى على الشيء مقتضاه".

وإذا كانت تصريحات كتلة "المستقبل" النيابية تتبنى مواقف تصعيدية من منطلق ان ما قاله الحريري خلال مقابلته التلفزيونية وما أعلنه في بيان الاستقالة وما يكتبه في تغريداته المتقطعة على مواقع التواصل، صادر عن اقتناع شخصي، فإن المحور المؤيد لـ"حزب الله" يجد في هذه التصريحات مضيعةً للوقت، ولا يتأثر بتصريحات نواب "المستقبل" او يتعامل معها، ولا يبني عليها أساساً، بل ان "الحريري وحده من سيؤخذ بكلامه بعد عودته"، وفق ما يؤكد المصدر المقرب من الحزب نفسه، الذي يقول: "الموقف الذي يبنى عليه، يتمثل في اللحظة التي يطأ فيها الحريري عتبة السرايا الحكومية، لا أرض مطار بيروت حتى. والكلام الذي يتكرّس حقيقةً، هو ذاك الذي سيقوله الحريري في حضرة رئيس الجمهورية ميشال عون".

وفيما تجنح تصريحات بعض نواب كتلة "المستقبل" نحو التصعيد في وجه محور الممانعة والسير نحو المنطق المطالب بوضع مصير سلاح "حزب الله" على طاولة البحث، يبدو لافتاً أن التيار نفسه يعترف بأنه ليس على علمٍ بالمشهدية الكاملة التي جرت مع الحريري في السعودية، وانه في حال امتلاك كلّ من نواب "المستقبل" قطعة من "البازل" لما تلا مرحلة ما بعد اعلان الاستقالة، تبقى صورة "البازل" المتكاملة في حوزة رئيس الحكومة نفسه، ولا أحد سواه. ولعلّ ذلك يعكس تلاقيا في أن الحريري وحده يملك كلمة السر، رغم اختلاف المقاربات وتشعبها.

ملامح التسوية

وفي التحضير للعودة المرتقبة للحريري وما يليها من أحداثٍ سياسية، ومن وجهة نظر الفريق المؤيد لخط رئيس الجمهورية ولـ"حزب الله"، يضع نائب رئيس مجلس النواب سابقا ايلي الفرزلي عناوين عريضة للمرحلة المقبلة التي قد تنتج اضافات الى التسوية السياسية والتي تتمثل في رأيه بما يلي:


ـ عودة الحريري الطبيعية كزعيم لبناني.

ـ التسوية ستتعمد، مع مناقشة بعض الملفات الداخلية بين الأفرقاء السياسيين من منطق سقفه العنوان الداخلي، وليس من خلال استخدام مسألة البت بسلاح "حزب الله" من منطلق فتنوي لخدمة اسرائيل. ويترجم ذلك من خلال التحاور مع الفئة الشيعية، لدراسة المصالح العليا للبلد وما يمكن القيام به بهدوء وروية.

ـ يضطلع الحريري بدور رئيس حكومة تصريف أعمال ورئيس حكومة مكلفا، فيما من المعتاد في لبنان ان تطول فترة تشكيل الحكومة.

ـ بعد الانتخابات تُشكّل حكومة انتخابية من موالاة ومعارضة.

ـ تحديد مفهوم النأي بالنفس هو الأساس من منطلق حوار هادئ ورصين، برعاية رئيس الجمهورية، وخارج اطار المزايدات ولمصلحة البلد، وعلى قاعدة ان بحث موضوع سلاح "حزب الله" هو مسألة داخلية.

ـ بحث نوعية وجود "حزب الله" في اليمن. الرأي السياسي لا يمكن منعه، وكلٌّ من اللبنانيين له رأيه في ادانة هذا او ذاك. أما المشاركة الميدانية للحزب، في حال وجودها، فتخضع للنقاش عبر قنوات رئيس الجمهورية، وبهدوء. وفي الملف السوري صرّح السفير الروسي في لبنان رفض روسيا مغادرة "حزب الله" لسوريا.

ـ إذا كانت مطالب السعودية منطقية، فإن إمكان مداراتها متاح نظرا الى حساسية الوضع اليمني تبعاً للجغرافيا السياسية. فيما تكمن مصلحة لبنان في الحفاظ على علاقاته الممتازة مع السعودية".



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم