الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لاعبة أميركية جديدة في الملف السوري..فمن هي؟

المصدر: "النيو يورك تايمس"
نسرين ناضر
A+ A-

بعد تراجع الرئيس الأميركي باراك أوباما عن استخدلم القوة في سوريا، تجد سامنتا باور، المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة، نفسها في قلب المباحثات الهادفة إلى استصدار قرار من مجلس الأمن الدولي ينصّ على نزع الترسانة الكيميائية للرئيس السوري بشار الأسد بحلول منتصف العام المقبل، حيث ستواجه، على رأس الفريق التفاوضي الأميركي، المهمة الصعبة في التباحث مع الروس، رعاة السوريين، الذين يرفضون استخدام القوة في سوريا إذا لم يُبدِ الأسد تجاوباً. وهكذا فإن أداء باور التي لم يمضِ سوى بضعة أسابيع على تسلّمها منصبها، سوف يؤدّي دوراً محورياً في تحديد المسار الأميركي في سوريا في المستقبل.


باور التي كانت سابقاً من كبار المساعدين في مجلس الأمن القومي، كانت تدفع أوباما بهدوء نحو شن ضربة عسكرية لوقف ما تسمّيه "التكتيكات البشعة" للأسد، حتى قبل وقوع الهجوم الكيميائي واستفاقة العالم على مشاهد القتلى القادمة من سوريا.


وعندما قرّر أوباما طلب الإذن من الكونغرس الأميركي لشن ضربة عسكرية على سوريا، اعتبرت باور، في مداخلة لها، أن عدم التحرّك "سيعطي ضوءاً أخضر للارتكابات المشينة التي ستهدّد أمننا وتلقي بعبء ثقيل على ضمائرنا".


ينبع موقفها هذا من مشاهداتها لإنتهاكات حقوق الإنسان خلال عملها مراسلة حربية في مجلة "نيويوركر"، إذ كانت من أوائل الذي كتبوا عن التطهير العرقي في السودان حيث زارت مخيمات اللاجئين وتسلّلت إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار في دارفور. وخلال عملها في البوسنة، كتبت عن اغتصاب النساء المسلمات.


لكن المراسلة التي كادت تتعرّض للتوقيف في البلقان وخاضت مواجهة مع المسؤولين في إدارة كلينتون بسبب احتسائهم المشروبات حتى وقت متأخر من الليل، أصبح لديها الآن سائق ومفرزة أمنية وموظفون في خدمتها في المنزل. وتقطن في المقر المخصص لإقامة السفراء في الطابق العلوي في فندق والدورف أستوريا مع زوجها كاس سانشتاين، أستاذ القانون في جامعة هارفرد الذي كان مسؤولاً عن التنظيمات في إدارة أوباما، وولدَيهما دكلان، 4 سنوات، وريان، عام واحد.


يقول أصدقاؤها إنها لم تتعوّد بعد على لقب "سعادة السفيرة"، أو على رؤية الأشخاص يقفون لدى دخولها الغرفة. كتبت معرِّفةً عن نفسها عبر صفحتها على موقع تويتر: "سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. أم، مدافعة عن حقوق الإنسان، معلمة، كاتبة ومن عشّاق فريق RedSox".


يقول ديبلوماسي مخضرم في الأمم المتحدة طلب عدم ذكر اسمه، إنه يُنظَر إلى باور داخل أروقة الأمم المتحدة بأنها أكثر ليونة [بالمقارنة مع المندوبة السابقة سوزان رايس]، "إنما مع حزم".


وقد وصفت باور المفاوضات حول سوريا في الأمم المتحدة بأنها "لحظة نادرة محمَّلة بالوعود في مجلس الأمن بعد عامَين ونصف العام من التعثّر والشلل". يقول محللون متخصصون في شؤون السياسة الخارجية إنها إذا نجحت في إنهاء المأزق من خلال التصويت على قرار يؤدّي إلى تخلّي سوريا عن أسلحتها الكيميائية، فقد يساهم ذلك في إرساء الأسس اللازمة من أجل مباحثات أوسع نطاقاً لوضع حد للحرب الدموية في سوريا.


لكن إذا لم تنجح في الحصول على قرار فاعل، فقد يتسبّب لها ذلك بالإحراج، ويطاردها طيلة ولايتها في الأمم المتحدة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم