"حزب الله" دخل جدياً مرحلة البحث في الانسحاب من بعض الميدان السوري

في الاطلالة الاعلامية ما قبل الاخيرة للامين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، صدرت منه عبارة لافتة فحواها "ان القصة في الساحة السورية شارفت النهاية". هذا الكلام لم يكن مقصوداً به الاعلان نهائياً عن قرب رفع راية الانتصار هناك، بل كان عابراً وورد في سياق الخطاب عفو الخاطر وللاجابة عن إشكالية مطروحة في حينه، ولكنه في كل الاحوال كلام انطوى ولا ريب، بالنسبة الى الذين يرصدون العقل الباطني للحزب وطريقة مقاربته للامور والتطورات، على دلائل واشارات وأبعاد من طبيعة استراتيجية. فللمرة الاولى ربما يتحدث السيد نصرالله بهذه الثقة القاطعة عن هذا الموضوع الساخن. صحيح انه اوحى في السابق مرارا وتكرارا بأن مسار الاوضاع في الميدان السوري يحمل معطيات تسير لمصلحة استعادة النظام ما سبق له ان فقده من جغرافيا وهيبة ومكانة، لكنه هنا يطلق، ربما للمرة الاولى وببساطة، ما يشبه حكماً فحواه ان الهجمة الضارية منذ نحو6 اعوام على الساحة السورية اوشكت ان تُمنى بالخسران وستضع اوزارها.والاهم من هذا الكلام المثقل بالأبعاد، ان ثمة ترجمة عملانية له تتم بعيداً من الانظار داخل الحزب وفي قواعده العريضة منذ اشهر عدة، وتتركز كلها حول مهمات ما بعد الانطفاء التدريجي الوشيك للهب المتقد في الساحة السورية والاستراتيجية التي ستحكم عمل الحزب واداءه العسكري وغير العسكري في هاتيك الساحة، واستطراداً في لبنان والاقليم عموما، انطلاقا من قناعة ترسّخ نفسها على ارض الواقع الجيو- سياسي يوماً بعد يوم، وهي تنهض على الاسس والاعتبارات الاستراتيجية الآتية: - ان الادوار الصعبة والمهمات الشاقة المستعجلة التي اندفع الحزب قبل نحو خمسة اعوام خلت الى...