الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الجولة الآسيويّة لترامب... مراسم احتفاليّة، لكنّ الحصيلة "ضئيلة"

المصدر: أ ف ب
الجولة الآسيويّة لترامب... مراسم احتفاليّة، لكنّ الحصيلة "ضئيلة"
الجولة الآسيويّة لترامب... مراسم احتفاليّة، لكنّ الحصيلة "ضئيلة"
A+ A-

اختتم #دونالد_ترامب اليوم جولة ماراتونية في #آسيا جرت من دون أي عثرات، لكن من دون تحقيق إنجاز مهم، ولم تبدد الغموض حول استراتيجيته حيال هذه المنطقة من العالم.

تبارى قادة المنطقة للاحتفاء برئيس معروف بتجاوبه مع الإطراء والمراسم الاحتفالية. وقد أعلن مسرورا أنه حظي باستقبال "لم يشهده أحد من قبل"، معتبرا أن جولته كانت "ناجحة جدا". وأعلن للصحافيين قبيل مغادرته: "كسبت الكثير من الأصدقاء على أعلى مستوى. لقد عملنا جميعنا بجهد. وأعتقد أن ثمار عملنا ستفوق التصور".

وضمن برنامج "زيارات الدولة" التي قام بها، لعب ترامب الغولف، وحضر عشاء ضخما في طوكيو. وفي بكين، حضر حفل أوبرا، وزار المدينة المحرمة. وفي سيول، شرب المسؤولون نخب رجل "أعاد منذ الآن لأميركا عظمتها".

وحرص الرئيس الأميركي الحديث العهد في الديبلوماسية، والذي لا يحب الرحلات الطويلة، على تفادي الهفوات، وبدا مرتاحا. لكن بمعزل عن الصور المدروسة، تبقى الأسئلة مطروحة عن النتيجة الملموسة لهذه الجولة الطويلة.

وقد أكد ترامب أولويتين في جميع محطات جولته، من طوكيو إلى مانيلا مرورا بسيول وبكين وهانوي، هما تشديد الضغط حيال الخطر النووي الآتي من كوريا الشمالية، والمطالبة بتسهيل دخول الشركات الأميركية إلى الأسواق الآسيوية.

غير أن حصيلة هذه الأيام الـ12 التي ستظهر مع مرور الوقت قد تكون ضئيلة. وقال غو ميونغ هيون من "معهد آسان" للدراسات السياسية في سيول: "إذا قارنتم بين ما قبل الجولة الآسيوية لترامب وما بعدها، لم يتغير شيء فعلا" بشأن ملف بيونغ يانغ. واشار الى أن الصين، الشريك الاول لكوريا الشمالية، "لم تقطع أي وعود جديدة (...) وبقيت على موقفها".

غير أن بعض الخبراء يشيرون إلى أن المبادلات بين رئيسي القوتين الأوليين في العالم قد تثمر على المدى المتوسط. وأوضح الأستاذ في جامعة رينمين في بكين تشينغ خياوهي أن الرئيس الصيني "شي جينبينغ خصّ ترامب باستقبال جيد جدا، والعلاقة بين البلدين مستقرة نسبيا. وفي هذا السياق، لن يرفض طلباته جملة وتفصيلا".

أما بالنسبة إلى المبادلات التجارية، ألقى ترامب اللوم بشأن العجز في الميزان التجاري بين البلدين على أسلافه الديموقراطيين والجمهوريين على حد سواء، واتهمهم بعدم إبداء حزم في هذا الملف على مدى عقود. فهل نجح في تحريك هذا الملف؟

أعلنت بكين أنها تنوي توسيع إمكان وصول الشركات الأجنبية إلى قطاعها المالي، غير أن الحواجز التي تعوق ذلك تبقى كثيرة. وفي مواجهة عجزه عن الحصول على تنازلات كبرى، ركّز الرئيس الأميركي على مجموعة عقود توصل إليها، وتقارب قيمتها الإجمالية 300 مليار دولار. غير أن العديد من هذه الوثائق الموقعة وسط مراسم احتفالية وتحت أضواء الإعلام، مجرد رسائل نيات، ولن تصحح مستقبلا العجز الهائل في الميزان التجاري الأميركي. ويعتبر تشينغ خياوهي هذه العقود مجرد "مسكّن يوفر هدنة مؤقتة في الخلافات التجارية بين الصين والولايات المتحدة".

بمعزل عن المسار الاقتصادي للجولة، فإن حصيلتها كانت مخيبة على صعيد الرؤية البعيدة الأمد لتطور العلاقات الجيو-استراتيجية في منطقة تتسم بأهمية جوهرية للولايات المتحدة.

أما الخطاب الذي ألقاه ترامب في دانانغ في فيتنام، وأشاد به البيت الأبيض مسبقا على أنه من المحطات الأساسية في رئاسته، فبدا في بعض اللحظات أشبه بمهرجان انتخابي يعقده ترامب على وقع شعار "أميركا أولا". ورسم الرئيس الأميركي صورة لبلاده ضحية "استغلال تجاري مزمن"، فندد بنبرة حادة بالاتفاقات المتعددة الأطراف التي "تكبل أيدي" الولايات المتحدة.


كذلك، لم يوضح رؤيته الى نطقة المحيطين الهندي والهادئ كمنطقة "حرة ومفتوحة". وقال الأستاذ في جامعة نييغاتا يوشينوبو ياماموتو: "ما زال يتحتم توضيح كيفية ترجمة هذا المفهوم عمليا".   

ورأى راين هاس، مستشار الرئيس السابق باراك أوباما لشؤون آسيا، أن الجولة الرئاسية عززت الانطباع بأن "المنطقة تتقدم وتسرع خطاها، في حين أن الولايات المتحدة تنظر إلى الخلف".

وذكر خصوصا قرار 11 دولة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ المضي قدما باتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادئ بعد خروج ترامب منها في شكل مفاجئ، وكذلك دعوات شي جينبينغ إلى الانخراط في عولمة "لا رجوع عنها"، في تباين مع القومية الاقتصادية التي يعتمدها نظيره الأميركي.

أما على صعيد العلاقة الشخصية، فإذا كان ترامب على علاقة طيبة فعلا برئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، اكان في ملاعب الغولف أم خارجها، فإن العلاقة مع شي جينبينغ تبقى أكثر تعقيدا وتشعبا بكثير.

واللافت أن الرئيس الأميركي الـ45 لم يذكر مرة خلال 12 يوما موضوع الاحترار المناخي، لا سيما في بكين، حيث توصل أوباما قبل 3 اعوام، إلى اتفاق غير مسبوق مع الصين، شكّل قاعدة لاتفاق باريس حول المناخ. وهو تحديدا الاتفاق الذي خرج منه ترامب، محدثا صدمة في العالم، بشعار الدفاع عن مصالح الأميركيين.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم